هل التعليم المهني والتقني في السودان بديل جامعي فعّال؟
مقال

يواجه السودان تحديات كبيرة في قطاع التعليم، خاصة مع تزايد معدلات البطالة بين الشباب وضعف ارتباط التعليم الجامعي باحتياجات سوق العمل. في هذا السياق، يبرز التعليم المهني والتقني كخيار بديل وفعّال، يُمكن أن يسهم في تأهيل الكوادر البشرية وتلبية متطلبات التنمية الاقتصادية، إضافة إلى فتح فرص عمل فى السودان متنوعة ومباشرة.
واقع التعليم المهني والتقني في السودان
بدأت جهود السودان في مجال التدريب المهني منذ الاستقلال عام 1956، حيث تم إنشاء مراكز تدريب لتأهيل العمالة المحلية. وفي عام 1964، تم إدخال برنامج التلمذة الصناعية بدعم من ألمانيا، لتأهيل الشباب من الجنسين ممن أكملوا مرحلة التعليم الأساسي. توسعت هذه الجهود لاحقًا بدعم من دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين، مما أسهم في إنشاء مراكز تدريب مهنية في مختلف الولايات.
يضم السودان حاليًا نحو 192 مدرسة تعليم فني و30 مركزًا ومعهدًا تدريبيًا. ورغم الحاجة الملحة، فإن نسبة الالتحاق بالتعليم الفني لا تتجاوز 4%، بينما لا يتعدى تمثيل الإناث فيه 21%. وتعاني هذه المؤسسات من ضعف التمويل وقدم المناهج، التي لم تُحدّث منذ أكثر من أربعة عقود، مما يجعلها غير مواكبة للتطورات التقنية والمهنية.
التحديات التي تواجه التعليم المهني والتقني
- نقص التمويل والتحديث: تعتمد مراكز التدريب المهني بشكل كبير على المنح الخارجية، مما يضعف قدرتها على توفير بيئة تدريب حديثة ومجهزة.
- ضعف الاعتراف بالشهادات: شهادات التعليم المهني لا تجد القبول الكافي، مما يعيق فرص التوظيف ويحد من إمكانية مواصلة التعليم.
- نظرة المجتمع السلبية: لا يزال يُنظر للتعليم المهني على أنه خيار “الدرجة الثانية”، مما يحد من رغبة الشباب في الالتحاق به.
- عدم ارتباط المناهج بسوق العمل: الفجوة بين المهارات المكتسبة واحتياجات سوق العمل تؤدي إلى بطالة حتى بين خريجي هذا القطاع.
المبادرات والإصلاحات المقترحة
بدأت الدولة وبعض منظمات المجتمع المدني، مثل برامج دعم وظائف منظمات في السودان 2025، في تنفيذ مشروعات تطوير للتعليم المهني. من أبرز هذه المبادرات مشروع “مراكز التدريب المهني والحرفي”، الذي يستهدف تدريب 50,000 متدرب كمرحلة أولى، مع طموح للوصول إلى 200,000 مستفيد خلال خمس سنوات.
وتسعى وزارة التعليم والبحث العلمي كذلك إلى التوسع في عدد المدارس الفنية، وتشجيع الإناث وذوي الإعاقة على الالتحاق بها. كما يتم العمل على بناء شراكات مع شركات توظيف في السودان لربط مخرجات التعليم المهني باحتياجات سوق العمل الحقيقي.
هل التعليم المهني والتقني بديل جامعي فعّال؟
أمام اختناقات التعليم الجامعي والبطالة المقنّعة التي يعاني منها الخريجون، يصبح التعليم المهني خيارًا عمليًا ومطلوبًا. فهو يقدم للشباب تأهيلاً مباشرًا للحصول على وظائف فنية وتقنية. ويشكل هذا القطاع منصة لدعم فئات واسعة من الشباب في إطار وظائف اليوم في السودان وخلق فرص استدامة مهنية.
ومع تطور التكنولوجيا وظهور اتجاهات جديدة مثل العمل عن بعد، يتعزز دور التعليم المهني كأداة لتمكين الشباب من الانخراط في شغل اون لاين للطلاب أو أعمال حرة في السوق المحلي أو الإقليمي.
فرص التوسع وتطوير القطاع
تشير بعض الدراسات إلى أن هناك مجالات واعدة في السودان يمكن أن توفر فرص عمل في الخرطوم اليوم، خصوصًا في الصناعات التحويلية والزراعة والطاقة. ولهذا، فإن ربط التعليم المهني بهذه القطاعات سيكون أمرًا حاسمًا في تعزيز جدواه.
إضافة لذلك، وجود مشاريع لمنظمات دولية كاليونيسف أو منظمة UN يمكن أن يفتح آفاقًا مهنية جديدة، خاصة عبر فرص عمل في منظمة UN السودان، ما يحفز على تطوير قدرات الخريجين وفتح آفاق أوسع لهم.
ويُضاف إلى ذلك دور المبادرات الرقمية ودورات مجانية بشهادات معتمدة، التي يمكن أن ترفع من كفاءة الكوادر وتكمل النقص في التعليم المؤسسي، مما يعزز فرصهم في وظائف عن بعد في السودان.
الخلاصة
يُعد التعليم المهني والتقني خيارًا استراتيجيًا لمواجهة تحديات البطالة والتنمية في السودان. ومن خلال التحديث، والدعم الحكومي، والتعاون مع القطاع الخاص والمنظمات، يمكن تحويله إلى مسار ذهبي للشباب الباحثين عن عمل وتحقيق الذات المهنية.
الوسوم:
فرص عمل فى السودان،
وظائف منظمات في السودان 2025،
وظائف اليوم في السودان،
شغل اون لاين للطلاب،
فرص عمل في الخرطوم اليوم،
فرص عمل في منظمة UN السودان،