فضيحة التسليح الكبرى: صواريخ “جافلين” الأمريكية في قبضة المليشيا داخل الخرطوم

في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، وبين أحيائها التي تعيش حالة حرب مستمرة منذ شهور، تبرز معطيات ميدانية صادمة تسلط الضوء على قضية أخطر من مجرد نزاع داخلي. خلال الأيام الماضية، تمكنت القوات المسلحة السودانية من ضبط مخزن ضخم للأسلحة في منطقة “الصالحة” بأم درمان، يحتوي على عدد كبير من صواريخ Javelin الأمريكية المتطورة. هذا الاكتشاف يكشف حجم التشابك الإقليمي والدولي في الأزمة السودانية، ويثير تساؤلات لا تزال بلا إجابات.
صواريخ أمريكية متطورة في ساحة المعركة
صواريخ Javelin ليست مجرد ذخائر عادية، بل تُعد من أخطر الأسلحة المضادة للدروع في العالم. بحسب وكالة فرانس برس، فإن هذه الصواريخ صُممت لاختراق الدبابات الروسية المتطورة، ما يجعل وجودها في السودان أمرًا مفاجئًا وصادمًا على المستوى العسكري. وتقول مصادر ميدانية إن هذه ليست المرة الأولى التي تُضبط فيها مثل هذه الأسلحة، فقد سبق أن تم العثور على 300 صاروخ من نفس النوع في منطقة جبل أولياء.
من يموّل هذا الدمار؟
تكلفة الصاروخ الواحد من نوع Javelin، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، تصل إلى 178 ألف دولار. وجود عشرات وربما مئات الصواريخ في قبضة مليشيا متمردة يفتح الباب أمام تساؤلات حقيقية عن مصدر هذا التمويل، ومدى تورط أطراف إقليمية أو دولية في تغذية الصراع بالسلاح.
ومع تفاقم الأوضاع، تتزايد المخاوف من أن يتحول السودان إلى ساحة حرب بالوكالة، تُستخدم فيها الأسلحة الغربية المتطورة لتحقيق أهداف لا علاقة لها بمصالح الشعب السوداني. بعض المحللين ربطوا بين هذا الدعم التسليحي وما وصفوه بدور “الإمارات” في الصراع، وهو ما ترفضه أبو ظبي رسميًا بينما تؤكده المؤشرات الميدانية.
صمت دولي مريب
على الرغم من أن هذه الأسلحة أمريكية الصنع، فإن ردود الأفعال الرسمية من واشنطن جاءت باهتة، بل شبه غائبة. وفي وقت تستمر فيه الدعوات الأمريكية إلى السلام، يُطرح السؤال المشروع: كيف يمكن أن تدعو واشنطن إلى التهدئة بينما تُستخدم أسلحتها لقصف المدنيين؟!
في هذا السياق، يرى بعض المتابعين أن المسألة تتجاوز مجرد صواريخ. هي قضية “توظيف السودان” في صراعات إقليمية ودولية، وتحويل أراضيه إلى ميدان لتصفية الحسابات. بينما الشعب السوداني يعاني من شُح الغذاء، وانهيار الخدمات، وغياب الأمن، تزداد تعقيدات الميدان بفعل ترسانة عسكرية تم تهريبها أو تمويلها تحت الطاولة.
أين دور الإعلام؟
وسط هذا الضجيج العسكري، يبقى الإعلام الوطني والعالمي مسؤولًا عن كشف الحقائق وتوجيه الأنظار إلى خطورة ما يحدث. ففضيحة مثل هذه لا يمكن أن تمر مرور الكرام، لا سيما في ظل تقارير مؤكدة عن استخدام مدافع أمريكية في قصف الأحياء السكنية في أم درمان والخرطوم وبحري.
يتزامن هذا مع تزايد عدد المواطنين الذين يبحثون عن فرص عمل فى السودان، ويحلمون بالاستقرار في ظل أوضاع معيشية غاية في الصعوبة. ورغم استمرار القتال، فإن الحياة لا تزال مستمرة، وحاجة الشباب إلى وظائف عن بعد في السودان أو فرص عمل في الخرطوم اليوم تمثل أملًا صغيرًا في واقع مضطرب.
وحتى في ظل الحرب، تظهر جهود فردية ومنظمات تحاول إتاحة دورات مجانية بشهادات معتمدة، أو الترويج لـمنح دراسية تساعد الشباب في كسر الحصار المفروض عليهم من جميع الاتجاهات.
في المحصلة، ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل شبكة معقدة من التداخلات الدولية والإقليمية، والسكوت عنها هو مشاركة في الجريمة.
وسوم:
فرص عمل فى السودان،
فرص عمل في منظمة UN السودان،
وظائف عن بعد في السودان،
فرص عمل في الخرطوم اليوم،
دورات مجانية بشهادات معتمدة،
منح دراسية،
فرص عمل فى السودان