الجمارك تحبط تهريب شحنة كربون نشط ومكملات غذائية بمطار بورتسودان

14 2 دقائق

في خطوة مفاجئة كشفت عن يقظة الجهات الرقابية، نفّذ اللواء شرطة بابكر يوسف بابكر، مدير عام قوات الجمارك بالإنابة، جولة ميدانية داخل مطار بورتسودان الدولي، للوقوف على الأداء الجمركي ومتابعة سير العمل في واحدة من أكثر نقاط العبور حساسية في البلاد.

متابعة ميدانية دقيقة

خلال الجولة، التقى اللواء بابكر بالكوادر العاملة في دائرة جمارك المطار، واستمع إلى تنوير شامل حول التحديات التي تواجه العمل الجمركي، لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية والأمنية المعقّدة التي تمر بها البلاد.

وأشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها قوات الجمارك، مشيراً إلى أهمية تعزيز بيئة العمل وتوفير الإمكانات الفنية واللوجستية، لضمان أقصى درجات الكفاءة في الأداء. كما عبّر عن دعمه لتطوير القدرات البشرية والتقنية التي تسهم في تعزيز الرقابة على السلع العابرة، خاصة في الموانئ والمطارات.

ضبطية نوعية تكشف حنكة الجمارك

في سياق الجولة، وقف الوفد الرسمي على ضبطية جمركية نوعية نُفّذت بنجاح في الميناء الجنوبي ببورتسودان، تم خلالها إحباط محاولة تهريب ضخمة تمثلت في 2880 جوالاً من مادة الكربون النشط، كانت مستنداتها مضللة ومصنّفة كبضائع مختلفة.

كما شملت الضبطية كمية ضخمة من المكملات الغذائية (حبوب فواكه) تقدر بـ 756 كرتونة، وهي مواد لم تحصل على الموافقة الصحية من وزارة الصحة، وكانت مخفية ضمن شحنة أحواض صحية بهدف التمويه والتهرب من الرقابة.

تكامل الجهود في مواجهة التهريب

أبرزت هذه العملية مستوى الاحترافية والدقة الذي باتت تتمتع به إدارة الجمارك السودانية، خاصة في نقاط العبور الرئيسية كـ وظائف منظمات في بورتسودان، والتي تشكّل نقطة جذب للأنشطة التجارية، وفرصة أيضًا لتفعيل الرقابة الفعّالة في وجه أنشطة التهريب.

وتُعد الضبطيات الأخيرة بمثابة رسالة واضحة بأن السلطات الجمركية تضع حماية الاقتصاد الوطني كأولوية قصوى، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات متعددة، وسط تصاعد محاولات تمرير سلع غير مشروعة تؤثر على الصحة العامة والاستقرار الاقتصادي.

أهمية الدور الرقابي في الموانئ

خلال لقاءاته بقيادات المطارات الولائية، شدد اللواء بابكر على ضرورة التنسيق بين الجهات العاملة في المطار، من أجل تحقيق الانسيابية في حركة الركاب دون الإخلال بالجوانب الأمنية. كما دعا إلى الاستفادة من التجارب الدولية في تطوير أداء الأجهزة التقنية، وتعزيز نظم كشف التهريب، بالتوازي مع توظيف السودان لموارد بشرية مؤهلة في المجال الجمركي.

تأتي هذه الجهود في وقت يسعى فيه كثير من الشباب إلى فرص عمل فى السودان، بما في ذلك الموانئ والمطارات التي يمكن أن تمثّل بيئة خصبة للتوظيف المتخصص، خاصة في المجالات الرقابية والأمنية.

بين الأمن الاقتصادي وفرص العمل

تعكس هذه التطورات أن الموانئ السودانية لم تعد فقط بوابات للتجارة، بل صارت أيضًا ساحة لصراع خفي بين من يسعون إلى تهريب الموارد، ومن يسهرون على أمن البلاد واقتصادها. ويؤكد المراقبون أن إحباط مثل هذه المحاولات يعزز من مكانة الجمارك كمؤسسة سيادية، ويُفتح الباب أمام توسّع قطاعات العمل المرتبطة بها مثل فرص عمل في مصانع السودان.

كما أن التطوير الجاري في أداء الجمارك والموانئ يمكن أن يكون رافدًا مهمًا في تخفيف حدة البطالة من خلال تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، وبالتالي فتح أبواب أمام وظائف السودان في مجالات مختلفة.

هذا ويأتي تعزيز أداء الجمارك متزامنًا مع تزايد الاهتمام الرسمي والشعبي بمكافحة الفساد والتهريب، في وقت يبحث فيه المواطن عن الاستقرار وتحسين دخله، سواء عبر وظائف عن بعد في السودان أو غيرها من الفرص المتاحة.