أخر الأخبار

انقسام حاد داخل المسيرية بسبب تقدم متحرك الصياد في غرب كردفان

عناصر من قوات الدعم السريع
عناصر من قوات الدعم السريع

تشهد قبيلة المسيرية في ولاية غرب كردفان انقسامًا غير مسبوق، في ظل تصاعد الأحداث العسكرية مع تقدّم متحرك الصياد التابع للجيش السوداني، ومحاولات مليشيا الدعم السريع تجنيد أبناء المنطقة للقتال.

مواقف متباينة داخل القبيلة

أشارت مصادر محلية إلى أن ناظر قبيلة المسيرية، مختار بابو نمر، وعدد من القيادات التقليدية يدفعون باتجاه تجنب المواجهة مع الجيش، مؤكدين أن اندلاع أي صراع في مناطقهم قد يؤدي إلى كارثة إنسانية تهدد حياة المدنيين، فضلاً عن تدمير البنية التحتية، وعلى رأسها حقول النفط الحيوية في الإقليم.

وفي المقابل، تتبنى مجموعات قبلية أخرى توجّهًا مناوئًا، وتدعو لطرد القوات الحكومية من بابنوسة ومحيط هجليج، ما فاقم حدة الانقسام وسط مكونات القبيلة، خاصة في ظل تحريض ممنهج من قبل الدعم السريع لكسب ولاءات محلية.

أصوات رافضة للحرب

بحسب خطاب تم تداوله العام الماضي، أعربت قيادات أهلية بارزة عن رفضها القاطع لإقحام مناطق المسيرية في النزاع العسكري الدائر، مشددين على أن إضعاف وجود الجيش السوداني في غرب كردفان من شأنه أن يفتح الباب أمام تدخلات خارجية وخرق للحدود.

ويشير مراقبون إلى أن التحذيرات السابقة من أن تصبح المنطقة ساحة مفتوحة للميليشيات، لم تلقَ آذانًا صاغية لدى بعض المجموعات التي ترى في الدعم السريع حليفًا مؤقتًا لتحقيق مكاسب قبلية أو اقتصادية.

فشل حملات الاستنفار

في الأثناء، أكد نائب رئيس تنسيقية قبائل المسيرية أن حملات التعبئة التي أُطلقت مؤخرًا لم تلقَ تجاوبًا واسعًا، وسط تزايد رفض الشباب للانخراط في معسكرات التدريب والتجنيد التابعة للدعم السريع، في مشهد يعكس تغيّر المزاج الشعبي والقبلي في المنطقة.

من جانبها، واصلت مليشيا الدعم السريع عمليات نقل المعتقلين من مناطق غرب كردفان إلى نيالا، التي تحوّلت إلى مركز عسكري ميداني تديره المليشيا وتُخطط منه لعملياتها في الإقليم.

سيناريوهات غير متوقعة

يرى محللون أن الانقسام الذي تعيشه قبيلة المسيرية اليوم ليس مجرد خلاف عابر، بل قد يشير إلى تحوّل بنيوي في موقف القبائل من الحرب الدائرة، خصوصًا أن غرب كردفان تُعد من المناطق الحساسة المرتبطة بالصراع على الموارد والطُرق الاستراتيجية.

وفي ظل انسداد الأفق السياسي وتدهور الأوضاع الإنسانية، يبدو أن بعض أبناء القبائل باتوا يبحثون عن فرص عمل فى السودان بعيدًا عن ساحات القتال، وهو ما يظهر في تراجع الاستجابة لنداءات الحشد القتالي.

وفي هذا السياق، فإن أصواتًا متزايدة تنادي بضرورة الانخراط في حوار أهلي شامل يعيد ترتيب الأولويات، ويحمي مناطق القبائل من التدمير، ويركّز على فرص الاستقرار وإعادة الإعمار، بدلًا من الانجرار نحو حرب لا يملك أحد فيها مصلحة حقيقية.

يُذكر أن هذه التحولات تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات عبر منصات المجتمع المدني والمنظمات لوقف التصعيد، والانخراط في مفاوضات سياسية تُراعي خصوصية الإقليم.

نحو أفق جديد

الوضع في غرب كردفان يمثل نموذجًا مُصغرًا لحالة السودان المعقّدة، حيث تتداخل الحسابات القبلية مع السياسية والعسكرية، بينما المواطن البسيط يظل حائرًا بين اخبار السودان اليوم وبين حلمه بالاستقرار.

ويبدو أن الساحة مهيّأة لتغيّرات مفصلية في مواقف المكونات المحلية، سواء تجاه الجيش أو المليشيات، وسط حديث متزايد عن فرص عمل في الخرطوم، أو حتى البحث عن عقودات عمل للسودانيين خارج البلاد.

وفي النهاية، يبقى التساؤل قائمًا: هل يُمكن أن تتحوّل أصوات الرفض إلى قوة ضغط حقيقية تُنهي دورة العنف في غرب كردفان؟ أم أن الانقسام سيتّسع ليجرف ما تبقى من استقرار في هذه المنطقة الحسّاسة من السودان؟

الوسوم:

اخبار السودان اليوم ،
حقول النفط ،
فرص عمل فى السودان ،
فرص عمل في الخرطوم ،
عقودات عمل للسودانيين ،
وظائف منظمات في السودان 2025 ،
توظيف

تابعنا على السوشيال ميديا
تابعنا على السوشيال ميديا لكل جديد
زر الذهاب إلى الأعلى