أخر الأخبار

محمد وداعة يهاجم مبارك أردول: متى خاطب البرهان ولماذا يتجاهل المليشيا؟

محمد وداعة
محمد وداعةdiv>

في المشهد السوداني المعقد، يطل علينا السيد مبارك الفاضل من جديد بتصريحات وتحليلات تُظهره وكأنه الضمير الوطني الوحيد، أو الموجه السياسي الأوحد للقيادة العسكرية. ورغم تأكيداته المتكررة على نصحه للبرهان، فإن الأدلة على تلك النصائح، سواء عبر الهاتف أو الكتابة، تظل مفقودة. بل إن التوقيت نفسه الذي أشار إليه، أي قبل 6 أشهر، يتعارض مع الوقائع، إذ أن آخر لقاء موثق له مع البرهان يعود إلى يوليو 2024، أي قبل 10 أشهر كاملة.

 

تحولات في المواقف والتوصيف

 

السيد مبارك، الذي وصف بداية الحرب في 2023 بانقلاب، عاد ليصفها في 2025 بأنها صراع على السلطة. هذا التحول ليس تفصيلاً، بل يكشف عن محاولة لإعادة تشكيل الرواية بما يخدم مصالح سياسية متغيرة. وقد ذكر أن الأستاذ نبيل أديب كان شاهدًا على لقاءاته، ولعل شهادته ستكون فاصلة في توضيح حقيقة ما جرى، خاصة وأن التاريخ لا يرحم الغموض.

 

اللافت أن مبارك يسوّق لنفسه كمصدر النصح الوحيد للبرهان، متجاهلًا عشرات القيادات السياسية والمدنية التي التقاها الأخير. فهل يعقل أن تتحدد قرارات الدولة بناءً على تغريدات فردية؟ وهل من الحكمة أن يتجاهل مبارك مناشدة قادة المليشيا، مكتفيًا بتوجيه خطابه للجيش وقائده فقط؟ هذا الانتقائية في النصح تثير الكثير من التساؤلات حول نوايا الرجل ودوافعه.

 

حديث أقرب للتحليل من القيادة

 

في ظهوره على قناة الجزيرة، بدا حديث مبارك أقرب إلى التحليل السياسي التقليدي منه إلى الموقف القيادي الناضج. فالعالم تغيّر، والمعادلات التي تحكم المشهد الدولي لم تعد كما كانت. إذ رأينا الولايات المتحدة تتفاوض مع الحوثيين، وتبني تفاهمات مع حماس وإيران. بينما لا يزال مبارك يصر على ثنائية الخير والشر في توصيفه للأزمة السودانية.

 

وتحديدًا، عندما تحدث عن الإمارات، قال تارة إنها تمتلك 50% من مفاتيح الحل، ثم عاد ليقول إنها تملك 100%. هذه المبالغات لا تخدم الحقيقة، بل تكشف عن رغبة في تبرئة أطراف وإدانة أخرى بشكل غير متوازن. من اللافت أيضًا أنه يكرر الحديث عن علاقات السودان المالية والعسكرية مع الإمارات، مستندًا إلى معلومات غير موثقة، بل أقاويل لا يدعمها دليل.

 

محاولات لتضخيم الدور السياسي

 

يبدو أن مبارك يسعى منذ مؤتمر القاهرة، ثم من خلال منبر جنيف، إلى تأكيد حضوره في المشهد السياسي عبر علاقاته الخارجية. ولكن ذلك لا يمنحه صك الوصاية الوطنية، ولا يبرر تعاليه على بقية القوى السياسية. إن تحذيراته المتكررة للبرهان، دون أي دعوة مماثلة لحميدتي أو المليشيا، توضح بجلاء طبيعة الاصطفاف الذي يتبناه.

 

دعواته لرئيس الوزراء كامل إدريس للتقارب مع الإمارات تضعف الموقف السيادي، وتُظهر السودان وكأنه مرهون لمشيئة طرف خارجي. وإذا كان مبارك يرى في الإمارات “الراعي الرسمي للحل”، فهل هذا إقرار بدورها في إشعال الحرب؟ إن كانت الإمارات تملك مفتاح الإيقاف، فهذا يعني ضمناً أنها تملك زمام الاستمرار.

 

التوقيت والحسابات السياسية

 

أخيرًا، لا بد من مراجعة دقيقة لتصريحات السيد مبارك التي باتت تُستخدم في وسائل الإعلام كأنها من مصادر رسمية. ولا بد أن نتساءل، لماذا لم يخاطب قادة الدعم السريع؟ لماذا هذا الإصرار على مخاطبة الجيش فقط؟ إن القراءة الموضوعية تستدعي التوازن، وغياب هذا التوازن هو ما يفقد خطابه المصداقية.

 

في ظل كل ما ذُكر، تبقى الحقيقة في شهادة من حضروا اللقاءات، لا في تغريدات فردية. ولعل شهادة الأستاذ نبيل أديب تفتح بابًا للوضوح وسط هذا الضباب الكثيف. والأهم من كل ذلك، أن لا يُسمح لأصوات منفردة أن تحتكر السرد السياسي في ظرف مصيري كهذا.

 

في ظل التغيرات المتسارعة، يجب أن نركز على فرص عمل السودان وتحديات وظائف منظمات في السودان 2025، بالإضافة إلى القضايا المرتبطة بـ اخبار السودان اليوم، وواقع السودان وظائف، خاصة في ظل النزوح والبطالة المتزايدة. وعلى الرغم من الظروف، لا يزال الأمل موجودًا عبر منصات شركات توظيف في السودان وفتح المجال أمام فرص عمل في الخرطوم اليوم.

 

الوسوم:
فرص عمل السودان،
وظائف منظمات في السودان 2025،
اخبار السودان اليوم،
السودان وظائف،
شركات توظيف في السودان،
فرص عمل في الخرطوم،
وظائف منظمات في السودان 2025

 

 

تابعنا على السوشيال ميديا
تابعنا على السوشيال ميديا لكل جديد
زر الذهاب إلى الأعلى