أخر الأخبار

خبراء يحذرون من التغذية العشوائية للأسرى العائدين: بروتوكول جديد قيد الإعداد

 

التغذية العشوائية للأسرى
التغذية العشوائية للأسرىdiv>

في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشها السودان، تعالت أصوات الأطباء وخبراء الصحة والتغذية محذّرين من مخاطر “التغذية المميتة” التي قد يتعرض لها الأسرى العائدون من المعتقلات. هؤلاء الذين قضوا شهورًا أو سنوات في ظروف احتجاز قاسية، يعودون بجسد هزيل ونفس مثقلة، ولا يحتملون أي خطأ في تقديم الغذاء.

 

التغذية ليست إحسانًا.. بل علم دقيق

 

جاء هذا التحذير خلال منتدى أقيم في قاعة مستشفى الأورام (الذرة) بالخرطوم، بتنظيم من منظمة الأطباء السودانيين بالخارج “مراسي”، وبرعاية المؤسسة التعاونية. وشارك فيه نخبة من الأطباء والمختصين لمناقشة الرعاية الفورية وإعادة التغذية الصحيحة للعائدين من أسر مليشيا الدعم السريع.

 

شدد المشاركون على أن الشفقة وحدها لا تكفي، بل قد تكون سببًا في الوفاة إذا لم تُراعَ المعايير الطبية. إذ حذر الأطباء من تقديم السكريات والنشويات مباشرةً للعائدين من الأسر، وأوصوا بنظام غذائي متدرج يبدأ بشوربة تحتوي على ملح، مع مراقبة عناصر مثل البوتاسيوم والماغنيسيوم والصوديوم لثلاثة أيام قبل السماح بتناول الطعام المعتاد.

 

وفيات بسبب الجهل بالتغذية

 

العميد طارق الهادي كيجاب كشف عن وفيات حدثت لأسرى بعد ساعات من خروجهم من المعتقلات، نتيجة أخطاء غذائية وقعت بحسن نية. وأكد أن هنالك بروتوكولات عالمية يجب اتباعها لتفادي هذه المآسي.

 

وتجري الآن ترتيبات بين منظمة “مراسي” ووزارة الصحة السودانية لوضع بروتوكول طبي خاص بالأسرى العائدين، يشمل التغذية والعلاج النفسي.

 

تكاتف مؤسسات الدولة والمنظمات

 

ممثل محلية شندي، عبد الملك محمد علي، أعلن عن استعدادهم لدعم هذه المبادرة بالأطباء والمختصين في التغذية والعلاج النفسي، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة من الوافدين إلى الولاية بسبب الحرب. كما دعا إلى دعم قطاع الصحة من قبل المنظمات الفاعلة.

 

من جهتها، أكدت ممثلة المؤسسة التعاونية، نقيب نسيبة عبدالعظيم، على أهمية إعادة التغذية للمحررين من المعتقلات، وأشارت إلى جهود المؤسسة في دعم الأسر، توفير الغذاء، والمشاركة المجتمعية حتى في امتحانات الشهادة السودانية.

 

أطباء الغربة يعودون للوطن

 

د. عزة صلاح صبري، مديرة مكتب الطوارئ بمنظمة “مراسي”، تحدثت بفخر عن المبادرة التي أطلقها أطباء سودانيون مغتربون اجتمعوا على حب الوطن. وقالت إن أول مشاريعهم كانت في 2016 بإنشاء عناية مكثفة بمستشفى إبراهيم مالك، واليوم يتوسعون لتلبية احتياجات ما بعد الحرب.

 

وأوضحت أن الهدف من المنتدى هو حماية العائدين من التغذية القاتلة، والعمل على سد فجوة سوء التغذية من خلال التنسيق بين المنظمات والمؤسسات المعنية.

 

الصحة النفسية لا تقل أهمية

 

ممثل وزارة الصحة بولاية نهر النيل، د. محمد بانقا، أشار إلى تجهيز المرافق الصحية لمقابلة النازحين ووضع بروتوكول يشمل الصحة النفسية للمعتقلين والمقاتلين. كذلك أكدت الأخصائية النفسية د. أميمة محمد خير على ضرورة تدريب أسر الأسرى للتعامل معهم نفسيًا.

 

إن تجربة الأسر لا تنتهي عند الخروج من المعتقل، بل تبدأ بعدها معركة طويلة من التعافي الجسدي والنفسي. ولهذا، فإن أي خلل في التغذية قد يكون مدخلًا لمأساة جديدة، بدلًا من أن يكون بداية للشفاء.

 

وسط هذه الجهود، تبقى الحاجة ملحة لتكاتف جميع الجهات من أجل إعادة بناء الحياة للعائدين، سواء عبر الرعاية الصحية، أو فرص العمل، أو دعم المنظمات في توفير الخدمات الضرورية.

 

نحو مستقبل أكثر وعيًا ورعاية

 

يحتاج السودان، أكثر من أي وقت مضى، إلى توعية مجتمعية شاملة، وبرامج تغذية مدروسة، ودورات تدريبية للأسر والكوادر، حتى نتمكن من بناء سودان جديد خالٍ من التدهور الصحي والنفسي.

 

منظمات مثل “مراسي” وغيرها أثبتت أن العمل الإنساني لا يعرف حدودًا، وأن العودة من الغربة ليست فقط إلى الأرض، بل إلى الضمير.

 

الوسوم:
فرص عمل فى السودان ،
فرص عمل في الخرطوم ،
تقديم وظائف في السودان ،
وظائف منظمات في السودان 2025 ،
دورات مجانية بشهادات معتمدة ،
توظيف السودان ،
فرص عمل في منظمة UN السودان

 

 

تابعنا على السوشيال ميديا
تابعنا على السوشيال ميديا لكل جديد
زر الذهاب إلى الأعلى