تطبيق فرص للسودانيين: أول تطبيق في مجال دعم وتطوير الشباب السوداني فيه حتلقى فرص وظائف - منح - كورسات - تطوع - تدريب

تنزيل من المتجر

سر النجاح: هل هو الاجتهاد أم الحظ والفرص؟

مقال

النجاح
النجاح

تطوير الذات _ في عالم تمتلئ أرجاؤه بقصص النجاح، يتردد سؤال يشغل الأذهان ويثير الجدل: ما هو السر الحقيقي للنجاح؟ هل يتحقق بالاجتهاد والمثابرة فقط؟ أم أن للحظ والفرص دورًا خفيًا لا يقل أهمية؟ يبدو السؤال بسيطًا للوهلة الأولى، لكنه في الواقع يحمل أبعادًا عميقة ترتبط بتجارب شخصية، وعوامل اجتماعية، وحتى أبحاث علمية.

الاجتهاد: العامل الذي لا غنى عنه

الاجتهاد والمثابرة يشكلان أساسًا صلبًا لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن النجاح. تؤكد دراسات متعددة، من ضمنها تقرير نشرته هارفارد بيزنس ريفيو، أن الأشخاص الذين يعملون بانتظام على تطوير مهاراتهم، ويواصلون السعي رغم الإخفاقات، يملكون فرصًا أعلى لتحقيق النجاح مقارنة بمن يعتمدون فقط على الموهبة أو الحظ. يقول الكاتب الأمريكي الشهير مالكولم غلادويل في كتابه “Outliers” إن تحقيق التميز في أي مجال يتطلب ما لا يقل عن 10,000 ساعة من التدريب والعمل المتواصل. هذه النظرية تعزز أهمية الجهد المتراكم كطريق أكيد نحو الإنجاز.

الحظ والفرص: الجانب الذي لا يمكن تجاهله

رغم أهمية الجهد، تشير أبحاث أخرى إلى أن الحظ والفرص تلعب أدوارًا مؤثرة. دراسة أجرتها جامعة كاتانيا الإيطالية عام 2018، اعتمدت على نماذج محاكاة حاسوبية، توصلت إلى أن أكثر الأشخاص نجاحًا في السيناريوهات التي تمت محاكاتها لم يكونوا الأكثر اجتهادًا أو ذكاءً، بل أولئك الذين صادفوا فرصًا نادرة أو ظروفًا مؤاتية في توقيت مناسب. الحظ، إذًا، قد يكون الشرارة التي تُشعل النجاح، لكنه غالبًا ما يحتاج إلى وقود الاجتهاد ليستمر.

كيف نصنع الفرصة؟

من الأخطاء الشائعة أن يُفهم الحظ على أنه شيء عشوائي تمامًا. في الحقيقة، الاجتهاد المتواصل يصنع أرضًا خصبة تهيئ الشخص لاغتنام الفرصة عند ظهورها. كما تقول الكاتبة الأمريكية الشهيرة مايا أنجيلو: “قد لا تطرق الفرصة الباب مرتين، ولكن يمكنك بناء باب جديد.” كلما طوّر الإنسان نفسه، ووسع علاقاته، وفتح آفاقًا جديدة، زادت احتمالات أن يجد نفسه أمام “حظ سعيد” – لم يكن ليظهر لولا استعداده له.

مزيج النجاح: الجهد + الفرصة

النجاح، إذًا، لا يُبنى على عنصر واحد. هو نتاج تفاعل معقد بين عوامل عدة: الاجتهاد، الحظ، الفرص، البيئة، الدعم الاجتماعي، وحتى التوقيت. النجاح الحقيقي لا يعني غياب الفشل، بل القدرة على النهوض من بعده. الذين ينجحون لا ينتظرون الفرصة فحسب، بل يبذلون جهدًا في التحضير لها، والتأهب لاقتناصها، وحتى خلقها من العدم إن لزم الأمر.

للمزيد من المقالات المشابهة قم بزيارة موقعنا الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى