من هو “أبو لولو”؟ القصة الكاملة من داخل بيت آل دقلو!

تقرير استقصائي

أبو لولو

في خضم الصراع الدامي والانتهاكات المروعة التي يشهدها السودان، برز اسم الفاتح عبدالله إدريس، الملقّب بـ “أبو لولو”، كأحد أبرز العناصر وأكثرها خطورة ضمن قوات الدعم السريع. يُعد أبو لولو، الذي ينتمي إلى قبيلة الماهرية المسيطرة على مفاصل القوات، شخصية محورية شديدة القرب من الدائرة العائلية لقوات دقلو، وتُلاحقه اتهامات بتنفيذ مجازر جماعية، خاصة في مدينة الفاشر.

الصعود السريع والصلة العائلية

بدأ أبو لولو مسيرته العسكرية عام 2013، بعد أن تلقى تدريبًا في معسكر الجيلي. لكن صعوده السريع داخل المنظومة لم يكن بفضل الكفاءة الميدانية وحدها، بل مدفوعًا بصلته الأسرية المباشرة بـ “حميدتي”. هذه العلاقة سهّلت له الانضمام إلى القوات الخاصة والمشاركة في عمليات خارج الحدود، حيث أُرسل ضمن الدفعات الأولى إلى اليمن للمشاركة في عملية “السيف الحازم”.

بعد عودته، تعززت مكانته داخل الجهاز الأمني بانتقاله للعمل في مكتب الاستخبارات الذي كان يديره “مضوي” في منطقة الرياض، ليصبح لاحقًا أحد أفراد الحراسة الخاصة لعبدالرحيم دقلو مع تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

من معارك الخرطوم إلى وحدة التصفية

شارك أبو لولو في عدة معارك داخل الخرطوم، لعل أبرزها الهجوم على سلاح الإشارة ببحري، وهي العملية التي شهدت فقدانه لشقيقه الأكبر.

لكن شهرة “أبو لولو” لم ترتبط بالقتال المباشر بقدر ما ارتبطت بالانتهاكات، حيث ذاع صيته بعد ظهوره في مقاطع مصوّرة تُوثّق تصفية أسرى، كان أولها في الجيلي، حيث ظهر وهو يشرف على تنفيذ الإعدامات الميدانية.

عقب تلك الحادثة، استدعاه عبدالرحيم دقلو وقرر ضمه إلى مجموعة متخصصة تُعرف باسم “أبو أنجلك”. هذه الوحدة لا تشارك في القتال المباشر، بل تتولى مهام التصفية وجمع المعلومات من الأسرى بعد انتهاء المعارك.

مجزرة الفاشر واعتراف بـ 2000 قتيل

مع تطور الصراع في الفاشر، وصلت الأوامر المباشرة من عبدالرحيم دقلو إلى كلٍّ من “أبو أنجلك” و”أبو لولو” بفرض حصار خانق على المدينة، ومنع أي شخص من مغادرتها، بالتزامن مع حفر سواتر ترابية لإحكام القبضة.

وخلال الهجوم الأخير، تعرّض “أبو أنجلك” لإصابة خطيرة استدعت نقله إلى نيالا. هذه الإصابة كانت الشرارة التي دفعت “أبو لولو” لشن حملة انتقامية، قال إنها “ثأر لإصابة أبو أنجلك”.

في هذه الحملة، قام أبو لولو بتوثيق عمليات قتل جماعي ضد المدنيين بنفسه، واعترف لاحقًا بالمسؤولية عن قتل ما يزيد عن ألفي شخص، في جريمة تُعد من أفظع الانتهاكات التي شهدتها المدينة.

وتُحمَّل مسؤولية هذه الانتهاكات الجسيمة، وفقًا للمصادر، بشكل مباشر إلى عبدالرحيم دقلو وقيادة المليشيا، التي تُصدِر الأوامر وتوفر الحماية لمنفذي هذه الأفعال المروّعة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى