مجلس السيادة ينفي وجود هدنة أو لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتي
مصادر رسمية: الأولوية لاستعادة الفاشر وبارا ولا اتجاه للتفاوض في المرحلة الحالية

مجلس السيادة ينفي وجود هدنة أو لقاء بين البرهان وحميدتي
نفت مصادرٌ من مجلس السيادة السوداني نفياً قاطعاً ما تردّد حول وجود هدنة مرتقبة مع قوات التمرد أو أي ترتيبات لعقد لقاء بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وذكرت المصادر، وفق ما نقلته صحيفة الكرامة الصادرة اليوم الأحد، أن ما يُثار في هذا الجانب لا يعدو كونهُ شائعات منظّمة تُطلقها ما تُعرف بـ«غرف صمود وتأسيس» التي تنشط في بث الأخبار المضلّلة، مؤكدةً أن قيادة الدولة تركز حالياً على مهمّة استعادة مدينتي الفاشر وبارا في أقرب وقت، وأنه لا توجد أي توجّهات رسمية نحو التفاوض أو إعلان هدنة في المرحلة الراهنة.
من جهته، أوضح الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم الصديق أن الحديث عن هدنة إنسانية يعود مصدره إلى مقترح أمريكي قديم جرى تداوله قبل سقوط مدينة الفاشر، وكان الهدف منه إنقاذ المدنيين المحاصرين داخل المدينة، لكنه اعتبر أن «الأوان قد فات» بعد أن تحوّلت الفاشر، حسب رصد جامعة ييل وشهادات شهود العيان، إلى ما وصفه بـ«مقابر جماعية».
وأضاف الصديق أن الظرف الميداني لم يعد يسمح بطرح فكرة الهدنة، مشيراً إلى أن كل حديث عن مفاوضات أو اتفاقات مؤقتة كان يُستغلّ من قبل المليشيا لشن هجمات جديدة وكسب مكاسب ميدانية، معتبراً أن دخول المليشيا إلى الفاشر يُسهم في اعتقاد خاطئ بأنها قد تملك أوراق ضغط تفاوضية.
وأشار إلى أن المرجعية السياسية الوحيدة لأي تفاوض مع ما وصفه بـ«مليشيا آل دقلو الإرهابية» هي اتفاقية جدة الموقعة في مايو 2023م، بينما تمثل المرجعية الشعبية رفض التعايش مع ما سماه «التوحش وسفك الدماء».
وانتقد الصديق ما اعتبره موقفاً أمريكياً سطحياً، قائلاً إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تملك خطة سلام حقيقية، وإن دور مستشار الرئيس للشؤون الأفريقية مسعد بولس يقتصر على تصريحات إعلامية وشعارات سياسية فقط.
وختم بتحذير من نشاط غرف ترويج شائعات، أرجعها إلى «نشطاء وعملاء من دولة الإمارات وبعض القوى الحزبية»، وقال إنها تهدف إلى كسر عزيمة الشعب وتفتيت وحدة الصف الوطني وصرف الأنظار عن الحملة الشعبية المتصاعدة ضد التدخلات الخارجية في السودان.


