واشنطن تلوّح بـ”رفع العقوبات ومشاريع تعدين” مقابل إنهاء حرب السودان

في خطوة دبلوماسية تصعيدية، كشفت الولايات المتحدة عن عرض شامل ومغرٍ قدمته إلى رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بهدف إيقاف الحرب المدمرة الدائرة في البلاد. ويتضمن العرض حوافز اقتصادية وسياسية كبيرة مقابل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.

تفاصيل الحزمة الأمريكية: عقوبات واستثمارات

أفصح دبلوماسي غربي رفيع المستوى عن جوهر المبادرة الأمريكية، مشيراً إلى أنها ترتكز على محورين أساسيين: رفع العقوبات المفروضة على السودان بشكل كامل، ومنح فرص استثمارية واسعة، لا سيما في قطاع التعدين الواعد.

وأكد المصدر، في تصريحات نقلتها صحيفة «سودان تربيون»، أن العرض الأمريكي “لا يزال قائماً” وتمت مناقشة تفاصيله في وقت سابق من قبل مستشار للرئيس الأمريكي مع البرهان شخصياً، وذلك في سياق مساعي واشنطن الحثيثة لدفع جهود التسوية السياسية في السودان.

عقبات تعترض مسار السلام

على الرغم من الدفع الأمريكي، لا يزال الطريق نحو السلام محفوفاً بالعقبات. وأشار الدبلوماسي إلى أن غياب التوافق بين عدد من الدول العربية المنخرطة في الوساطة، بالإضافة إلى استمرار الخلافات الجوهرية بين طرفي الصراع الرئيسيين، الجيش ومليشيا الدعم السريع، يُعدّان من أبرز الأسباب التي أدت إلى تعثر الوصول إلى اتفاق بشأن هدنة إنسانية شاملة.

ورفض المصدر الإفصاح عن أسماء الدول التي أشار إليها، مكتفياً بالتأكيد على أن الإدارة الأمريكية أجرت معها “مناقشات مكثفة”، وتم خلالها تحديد نقاط أساسية لإنهاء الأزمة، دون الكشف عن تفاصيل تلك النقاط أو جدول زمني لتنفيذها.

يمثل المقترح الأمريكي محاولة واضحة لاستخدام الأوراق الاقتصادية والسياسية لإنهاء الصراع الدموي في السودان. ويبقى نجاح هذا العرض مرهوناً بمدى استعداد الأطراف المتحاربة والوسطاء الإقليميين لتجاوز خلافاتهم وتقديم المصلحة الوطنية على استمرار الجمود العسكري.