«ضربة النهاية»: تحرّكات عسكرية واسعة تُعيد رسم موازين القوة في غرب السودان
تقرير ميداني يتحدّث عن عملية مرتقبة تهدف إلى تقويض شبكات الدعم والتمويل لميليشيات، مع تزايد دور إقليمي ودولي في مسارات الإمداد والاستخبارات

بقلم- مكاوي الملك- ضربة النهاية- السودان يقف الآن على أعتاب أكبر عملية عسكرية في تاريخه الحديث — عملية لا هدف لها سوى إغلاق آخر فصل من مشروع تفكيك السودان وتمزيق جيشه.
العملية التي سُمّيت في الدوائر الضيقة بـ “ضربة النهاية” ليست مجرد ردّ على مجزرة دارفور..بل حسمٌ نهائي لصراعٍ فُرض علينا منذ عامين بتمويل إماراتي وتنفيذ مرتزقة ودعم دول من الجوار والاقليم والدولي.
منذ زيارة وزير الخارجية المصري لبورتسودان الأخيرة قبل يومين..دخل المشهد مرحلة مختلفة كلياً وحاسماً — القاهرة وموسكو والخرطوم في اصطفاف استراتيجي معلن وغير معلن.
فبعد اجتماع السيسي مع سكرتير الأمن القومي الروسي قبل أيام..انتقلت المعادلة من التنسيق السياسي الاخير إلى التخطيط الميداني:
تحييد أثيوبيا وترتيبات لتأمين البحر الأحمر..كسر خطوط الإمداد القادمة من ليبيا وعبر المطارات..وفتح المجال الجوي لعمليات دقيقة تستهدف مفاصل مليشيا الدعم السريع.
بخصوص تحركات موسكو في هذا التوقيت — بعد تأجيل القمة العربية الروسية ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع بترامب — تحمل أبعادًا عميقة؛ إذ طلبت واشنطن إغلاق آخر قاعدة روسية في سوريا “قاعدة حميميم” مقابل تسليح الجيش السوري وضمان أمنه..مما جعل روسيا تتحرك بحثًا عن بدائل في العمق الإفريقي والبحر الأحمر..والسودان في قلب هذه المعادلة الجديدة.
الحدث المفصلي جاء مع انكشاف طريق الإمداد الليبي للمليشيا بعد تنسيق وعمل استخباراتي جبار— الرتل الأول تم تدميره جزئياً في الموقع x والثاني امدد ضخم أيضا أُبيد بالكامل بضربات جوية دقيقة من طائرات مسيّرة سودانية وحليفة.
وبينما كانت أبوظبي تُعد شحنات جديدة أخرى من مطار “الجفرة” الليبي إلى “نيالا” كانت غرف العمليات والاستخبارات في الخرطوم قد أصدرت الأمر الحاسم بتنسيق ودعم من X2:
“اضربوا الرأس قبل أن تتحرك الأذرع”.
فتم استهداف مطار نيالا ومقتل فنيين وقادة ميدانيين بارزين في المليشيا..وتدمير مخازن أسلحة متطورة ومسيرات التي كانت تمهّد لدعم محاور كردفان.
الأقمار الصناعية رصدت ارتباكاً واسعاً :
توقف شبه تام للرحلات العسكرية من ليبيا وارض الصومال إلى دارفور منذ يومين
اكتظاظ مطار الجفرة بطائرات شحن عاجزة عن الإقلاع حتى الآن
تعزيز غير مسبوق لطائرات الاستطلاع السودانية فوق كردفان والغرب وانتشار المنظومات الحديثة لاصطياد مسيرتهم
في المقابل..بدأ الجيش السوداني تحركه البري بصمتٍ مذهل وفق خطط استنزاف دقيقة ومنسّقة:
قطع الإمداد → شلّ الغطاء الجوي للمليشيا → التقدّم المنظم نحو دارفور
ما يجري الآن هو نهاية الإمبراطورية الوهمية التي بنتها الإمارات بالذهب المنهوب والمرتزقة..وسقوط آخر أوراقها في السودان وفضحت عالمياً
ولذلك تحرك أبناء زايد سريعًا قبل يومين لضخ مليارات جديدة في تشاد وأفريقيا الوسطى وأرض الصومال لإحياء مليشياتهم المنهارة استراتيجيًا والمفضوحة عالميًا بجرائم موثقة
التحالفات تتبدّل:
روسيا تعود بثقلها عبر مصر..وتركيا وقطر في تنسيق متقدّم ، وإيران تؤمّن خطوطًا بحرية حيوية في البحر الأحمر
وهنا يبرز الدور السعودي بهدوئه وحنكته — الرياض تدعم استقرار الدولة السودانية والبحر الأحمر بصمتٍ واحترافية وتحرك قطع الشطرنج الإقليمية بحسابٍ دقيق.
ولي العهد محمد بن سلمان يقود تحركات محسوبة لإنعاش الاقتصاد السوداني..مدعومًا بموجة تضامن إعلامي وشعبي من الشعب السعودي الشقيقKhartoum travel
وفي الاجتماع المرتقب في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء 18 فبراير القادم..سيكون السودان ضمن أجندة اللقاء..حيث ستُحسم ملفات محورية تخص السودان وأمن البحر الأحمر واستقرار الشرق الأوسط
بينما تصرخ أبوظبي وتدفع إثيوبيا وحفتر وتشاد وأفريقيا الوسطى إلى مغامرات فاشلة..ترسم الخرطوم خريطة جديدة للمنطقة — خريطة بلا مرتزقة..خريطة بتحالفات راسخة وقوية
الحقيقة باختصار:
الجيش لا يفاوض..ولا يقبل هدنة تُنعش القتلة إلا بشروط واضحة ومعروفة للجميع
كل ما يُروّج عن “هدنة قريبة” هو دخان لتغطية جرائمهم وانهيار المليشيا بعد فشلها في الوسط وتراجعها في الغرب
القوات المسلحة تُعيد التموضع وتجهّز الكمائن بهدوء لتوجيه ضربة النهاية التي ستُنهي وجود مليشيا دقلو وابوظبي من كردفان ودارفور حتى تخوم ليبيا وتشاد.
السودان اليوم لا يدافع فقط عن حدوده..بل عن كرامة أمة بأكملها..وعن امن القرن الافريقي والبحر الاحمر.
ومن ظن أن السودان سيُركع..سيفهم قريباً أن هذه الأرض لا تنكسر.. وأن الصمت الذي يسبق العاصفة ليس ضعفًا..بل حكمة من يختار لحظة القضاء بعناية واستراتيجية.
قادم الأيام لن تحمل بيانًا سياسيًا.. بل مشهدًا ميدانيًا يعيد رسم موازين القوة في الإقليم والبحر الأحمر.
هذه هي “ضربة النهاية (1)” — بداية السقوط الكبير..ليس فقط للمليشيا..بل لمشروع ابن زايد بأكمله في السودان والقرن الإفريقي.
انتظروا “ضربة النهاية (2)”.. التفاصيل القادمة ستكشف ما وراء الكواليس مشكوراً تفاعلوا لضرب بلاغاتهم ورفع التقييد عن الصفة.



