خطاب حمدوك يشعل النقاش: دعوة لوقف القتال تمهّد لمسار سلام شامل

عثمان ميرغني: الكلمة حملت رسائل إيجابية وقد تشكل أساساً لتسوية سياسية إذا تجاوبت الأطراف المتحاربة

عثمان ميرغني
عثمان ميرغني

أثار الخطاب الأخير لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك تفاعلاً واسعاً، بعدما وجّهه إلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، داعياً إلى وقف فوري للقتال والدخول في مسار سلام بلا شروط. ورأى الصحافي عثمان ميرغني أن الخطاب حمل رسائل إيجابية واضحة، معتبراً أن البناء عليه خطوة ضرورية لفتح مسار حل شامل للأزمة الممتدة منذ أكثر من عامين.

وقال ميرغني، في تعليق على منصاته، إن خطاب حمدوك جاء «إيجابياً في معظمه»، مشيراً إلى أن الظروف الحرجة التي يمر بها السودان تستدعي التعامل بجدية ومسؤولية مع أي مبادرة لوقف الحرب، في ظل التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية. وأضاف أن الخطاب يمكن أن يشكل قاعدة صلبة لتسوية سياسية شريطة تجاوب الأطراف المتحاربة مع دعوات التهدئة.

وأكد حمدوك، في كلمته، أن استمرار الحرب لا يجلب سوى الدمار ويقود إلى انهيار شامل قد يحول البلاد إلى بيئة خصبة للجماعات المتطرفة، موضحاً أن وقف إطلاق النار لم يعد خياراً سياسياً بل ضرورة إنسانية وأمنية. ودعا القوات المسلحة إلى إعلان موقف واضح يوازي ترحيب قوات الدعم السريع بجهود السلام، مشدداً على أن أي تأخير في إنهاء القتال سيضاعف معاناة المدنيين ويعمّق الانقسام الاجتماعي.

وتضمّن الخطاب إشادة بصمود السودانيين في مواجهة الجوع والنزوح والظروف القاسية، مؤكداً أن قيم التكافل والرحمة التي تمسك بها المجتمع كانت سبباً في تماسكه رغم تصاعد خطاب الكراهية. كما جدّد تمسكه بشعارات ثورة ديسمبر في الحرية والسلام والعدالة، باعتبارها الأساس لأي مسار يعيد البلاد إلى الاستقرار.

وختم حمدوك دعوته للأطراف المتحاربة بالتخلي عن لغة السلاح والاحتكام للعقل، مؤكداً أنه «لا منتصر في الحرب»، وأن الكلمة المحرِّضة على استمرار القتال هي مشاركة مباشرة في إزهاق الأرواح. وحثّ على تبني مبادرات التهدئة، وفي مقدمتها مبادرة دول الرباعية، مع تعزيز الضغط الشعبي والسياسي لدفع المكونات العسكرية نحو هدنة تمهّد لحل سياسي شامل يعيد للسودان وحدته واستقراره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى