هل سيحدث صدام بين السعودية والإمارات بشأن السودان؟

واشنطن – متابعات

في تحليل معمق للأزمة السودانية، كشف الدبلوماسي الأميركي السابق، كاميرون هديسون، عن استعداد الولايات المتحدة لاستخدام نفوذها الدبلوماسي للتوسط في وقف إطلاق النار بين الأطراف الخارجية المتورطة في الحرب. لكنه شدّد على أن نجاح هذه الجهود يتطلب “قيادة جديدة تمتلك القدرة والخبرة لإدارة هذا الملف شديد التعقيد”، محذراً في الوقت ذاته من مخاطر الانجرار إلى الاستقطاب الإقليمي بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.

الحاجة إلى قيادة أمريكية “مُفوَّضة”

أشار هديسون إلى أن السودان يمرّ بلحظة قد تُغير مجرى الحرب، لكنه أكد أن الحكومة الأميركية الحالية “ليست مُهيكلة” لمعالجة الأزمة بصورة جذرية، وأن الحل يتطلب إعادة بناء الخبرات المفقودة داخل وزارة الخارجية.

وفي سياق ترشيح القيادات المحتملة لتولي هذا الملف الحساس، رجّح الدبلوماسي أن يكون رجل الأعمال توم باراك “خياراً أفضل” بسبب قدرته على التواصل المباشر مع الرئيس (المفترض) ترامب. كما وضع نائب الوزير السابق كريس لاندو ضمن الخيارات، نظراً لخبرته ودوره السابق في آلية الرباعية. ودعا هديسون إلى ضرورة منح أي قيادة أميركية جديدة “تفويضاً واضحاً وصريحاً من ترامب”، لضمان تحرك واشنطن بدعم مباشر من أعلى مستوى في الإدارة.

تحذير من “الاستقطاب” بين الرياض وأبوظبي

يشكل التنافس الإقليمي بين القوى المنخرطة في الصراع أحد أبرز التحديات أمام أي وساطة أمريكية. وفي هذا الصدد، حذّر هديسون من أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى “الحفاظ على صورة الحياد”، بالرغم من أن انخراط ترامب الأولي في الملف جاء بناءً على طلب صريح من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأكد هديسون أن الانحياز لأي طرف قد يعقّد المهمة، مشيراً إلى أن اتخاذ موقف صارم من الإمارات لوقف دعمها لقوات الدعم السريع (RSF) “أمر ضروري”، لكنه يجب أن يُنفَّذ بطريقة لا تجعله يبدو وكأنه خطوة جاءت بتوجيه سعودي، وذلك حفاظاً على التوازن الدبلوماسي اللازم لنجاح الوساطة.

حربان منفصلتان ودور أمريكي محدد

لخص هديسون الوضع في السودان بوجود “حربين منفصلتين”:

الحرب الداخلية: وهي الصراع طويل الجذور بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهو صراع يرى الدبلوماسي أن الولايات المتحدة “لا تملك حالياً الخبرة أو القدرة على معالجة أسبابه التاريخية العميقة”.

الحرب بالوكالة: وهي التي تخوضها أطراف خارجية رئيسية مثل السعودية والإمارات ومصر وتركيا وقطر.

وأوضح هديسون أن هذه “الحرب بالوكالة” هي الساحة التي يمكن لواشنطن—وترامب تحديداً—ممارسة تأثير مباشر فيها عبر “صفقات نخبوية بين جهات نخبوية”، حيث أن ترامب “قوي في عقد الصفقات”، وهو ما يمكن أن يسهم “على المدى القريب” في إنهاء الجولة الحالية من التصعيد، على الرغم من أن إحلال السلام يتطلب مهارات مختلفة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى