رشان أوشي تكتب: حين يفضح الفشل نفسه!
مقالات الرأي

منذ اللحظة التي أحكمت فيها “الحاشية” قبضتها على مركز القرار، اتجهت مباشرة نحو ضرب الصحافة. لم يكن ذلك صدفة، فهي تدرك تماماً أن الصحافة الحرة هي العائق الوحيد الذي يمكن أن يقف في وجه تمدد نفوذها ومحاولاتها إخفاء الواقع.
لتمرير هذه الأجندة، سارعت هذه الدائرة إلى تمرير تعديلات على قانون “جرائم المعلوماتية”، حيث تم تشديد العقوبة المقررة من ثلاث سنوات إلى عشر سنوات. كانت هذه الخطوة محاولة مباشرة لردع الصحافيين وإخضاعهم، وإجبارهم على التخلي عن دورهم الرقابي وكشف الحقائق.
لم يقتصر الأمر على التضييق التشريعي، بل عمدت “الحاشية” إلى تعطيل كل الخطوات والمجهودات التي بذلتها الأجسام المهنية المعنية، وعلى رأسها وزارة الإعلام والاتحاد العام للصحافيين، لإصلاح بيئة العمل الصحفي. تم إجهاض توصيات الورش، وإيقاف المقترحات التي كان هدفها تحسين أوضاع الصحافة. والأدهى، أنها أفشلت مساعي تقنين أوضاع الصحافة الإلكترونية التي كان من شأنها أن تشكل دعامة قوية للشفافية والمحاسبة في المشهد العام.
لقد وضعت هذه الدائرة رئيس الوزراء اليوم في مواجهة غير محسوبة مع الصحافة بأسرها، ودفعت به إلى مربع الصدام. وهو صدام لن يخدم الدولة، بل سيعجل بكشف الفشل السياسي والإداري الذي تحاول هذه الدوائر بكل جهد إخفاءه عن الرأي العام.
فالصحافة في جوهرها ليست خصماً سياسياً، بل هي بمثابة “إنذار مبكر” للمؤسسات والدولة. ومن يتجاهل صوت هذا الإنذار، فإنه غالباً ما يضطر لدفع الثمن غالياً في نهاية المطاف.
محبتي واحترامي – رشان أوشي


