تحركات إماراتية مريب في أفريقيا والسودان على رأس الأجندة

في خضم التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها القارة السمراء، برزت في الآونة الأخيرة تحركات إماراتية مكثفة أثارت جدلاً واسعاً وتساؤلات عديدة لدى المراقبين للشأن الأفريقي، حيث لم تعد هذه التحركات تقتصر على الشق الاقتصادي أو الاستثماري المعتاد، بل تجاوزتها لتأخذ أبعاداً سياسية وأمنية وصفتها العديد من التقارير بـ”المريبة”، لا سيما وأنها تأتي في توقيت حرج تعاني فيه عدة دول أفريقية من هشاشة أمنية وصراعات داخلية.

ويتصدر الملف السوداني رأس الأجندة الإماراتية في هذا الحراك الجديد، حيث تشير التحليلات إلى أن الاهتمام الإماراتي بما يدور في الخرطوم يتجاوز حدود الدبلوماسية التقليدية؛ فمع استمرار الصراع الدامي في السودان، تتزايد الاتهامات والتقارير التي تسلط الضوء على دور أبوظبي في التأثير على مجريات الحرب، سواء من خلال شبكات الدعم اللوجستي أو عبر التحالفات القبلية والسياسية التي يتم نسجها بعناية لضمان موطئ قدم دائم في هذا البلد الاستراتيجي، مما يثير مخاوف من إطالة أمد الصراع لخدمة مصالح ضيقة.

ولا ينفصل المشهد في السودان عن الاستراتيجية الإماراتية الأوسع في القرن الأفريقي وعموم القارة، حيث تسعى الدولة الخليجية إلى بسط نفوذها على الموانئ والممرات المائية الحيوية، والسيطرة على موارد الطاقة والمعادن النفيسة، مستخدمة في ذلك أدوات ناعمة تارة، وتدخلات مباشرة تارة أخرى، وهو ما خلق حالة من التوجس لدى بعض الحكومات الأفريقية والقوى الإقليمية المنافسة التي ترى في هذا التمدد تهديداً للتوازنات التقليدية في المنطقة، ومحاولة لإعادة تشكيل الخارطة السياسية لأفريقيا بما يتماشى مع الرؤية الإماراتية، بغض النظر عن التكلفة البشرية أو السياسية التي قد تدفعها شعوب المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى