🔥 هل يمكن أن تعود قوات الدعم السريع للسيطرة على الخرطوم والجزيرة؟ تحليل استراتيجي

الدعم السريع
الدعم السريع

تحركات الدعم السريع الأخيرة في دارفور وكردفان ترسم خارطة طريق جديدة نحو قلب السودان.

المرحلة الأولى: إحكام السيطرة على الأطراف الغربية

شهدت خارطة الصراع السوداني تحولاً جذرياً في الأشهر الأخيرة، حيث نجحت قوات الدعم السريع في تحقيق مكاسب ميدانية واسعة ومؤثرة في غرب البلاد. تمثلت هذه المكاسب في:

1. السيطرة على كامل إقليم دارفور: باستثناء جيوب محدودة في شمال دارفور، أصبح الإقليم بأكمله، بما في ذلك المدن الرئيسية، تحت قبضة الدعم السريع. هذا يوفر عمقاً استراتيجياً وقاعدة إمداد وموارد بشرية ضخمة للقوات.

2. السيطرة على غرب كردفان وحقل هجليج: كان الإنجاز الأبرز مؤخراً هو سيطرة الدعم السريع على مدينة بابنوسة وحقل هجليج النفطي الاستراتيجي. هذا التحرك لا يمثل فقط ضربة اقتصادية قاصمة للجيش السوداني (SAF) في بورتسودان، بل يفتح أيضاً طريق الإمداد الغربي بالكامل نحو الشرق.

📍 خارطة السيطرة الميدانية الحالية (الغرب والوسط)

المنطقةالأهميةالجهة المسيطرة حالياً
إقليم دارفورقاعدة العمليات وعمق الدعم السريعالدعم السريع (باستثناء جيوب محدودة)
غرب كردفان (هجليج)مركز نفطي واقتصادي ولوجستي حيويالدعم السريع
شمال كردفان (الأبيض)عاصمة لوجستية تربط الغرب بالوسط والشمالالجيش السوداني (مع ضغط مستمر)
ولاية الجزيرة (ود مدني)سلة غذاء السودان وقاعدة عمليات الجيش البديلةالجيش السوداني

الهدف الاستراتيجي التالي: الأبيض وجنوب كردفان

يُتوقع أن يكون الهدف التالي للدعم السريع هو إكمال السيطرة على إقليم كردفان “الكبرى” لتأمين ممر لوجستي واسع وكامل يربط الغرب بالوسط. يتركز هذا الهدف في محورين:

1. السيطرة على مدينة الأبيض

مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان، هي عقدة المواصلات الرئيسية التي تربط دارفور وكردفان بالخرطوم والوسط. السيطرة عليها ستُمكن الدعم السريع من:

  • قطع طريق الإمداد الشمالي لـ SAF بالكامل.
  • توفير قاعدة خلفية آمنة ومتقدمة للتحرك نحو الشمال الشرقي (نحو الخرطوم والجزيرة).

2. جنوب كردفان (كادوقلي والدلنج)

على الرغم من تحالف الدعم السريع مع الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال/ الحلو) في هذه المنطقة، فإن إحكام السيطرة على مدن مثل كادوقلي والدلنج سيوفر عمقاً استراتيجياً جنوبياً ويحرم الجيش من أي نقاط ارتكاز متبقية في عمق البلاد.

التهديد المحتمل: العودة إلى الخرطوم ووسط السودان

إذا نجحت قوات الدعم السريع في إحكام سيطرتها على كردفان بالكامل، فإن التهديد سيتصاعد بشكل كبير لقلب السودان.

سيناريو اجتياح الخرطوم والجزيرة

  • إعادة التمركز: سيؤدي تأمين كردفان إلى تحرير عدد كبير من قوات الدعم السريع لإعادة التمركز والدفع بها نحو الشرق.
  • خطوط الإمداد: ستصبح خطوط إمداد الدعم السريع قصيرة ومؤمنة بالكامل من الغرب، في حين تزداد صعوبة إمداد الجيش من بورتسودان عبر الطرق البرية.
  • أمدرمان: بعد أن استعاد الجيش مدينة أمدرمان، ستمثل هذه المدينة هدفاً رئيسياً للانتقام وإعادة السيطرة، كونها القاعدة العسكرية الأكبر في الخرطوم.
  • الضغط على الخرطوم: سيمكن هذا الوضع الدعم السريع من شن هجمات أضخم وأكثر تركيزاً على المواقع المتبقية للجيش في العاصمة ثم الانتشار في الجزيرة وشرق وشمال البلاد.

خطط الجيش السوداني (SAF) للتصدي والمحاصرة

يدرك الجيش السوداني خطورة التوسع الغربي للدعم السريع، وتتركز خططه العملياتية حالياً على محاولة كبح هذا الزحف وقطع خطوط الإمداد:

تحليل الاحتياجات والتحديات:

تركز خطة الجيش في كردفان على محوري التأمين والاستنزاف:

  • تأمين الأبيض: يشن الجيش هجمات مضادة وعمليات تمشيط مكثفة (خاصة في غرب الأبيض) بهدف تأمين المدينة ومنع سقوطها، باعتبارها خط الدفاع الأول عن الوسط.
  • قطع الإمداد: تسعى العمليات في شمال وغرب شمال كردفان إلى قطع طرق الإمدادات التي تصل للدعم السريع من دارفور عبر كردفان، بهدف عزل القوات المتقدمة وإجبارها على التراجع.
  • الدعم الجوي: يظل السلاح الجوي هو الأداة الأقوى للجيش في مواجهة التجمعات المتحركة لقوات الدعم السريع (القوات الخفيفة).

إذا نجحت القوات المسلحة السودانية في ذلك فقد تتمكن من استعادة زمام المبادرة ومن ثم التقدم نحو مناطق دارفور وكردفان التي تسيطر عليها الدعم السريع.

يبقى المشهد الميداني مرتهناً لنجاح الجيش في تأمين الأبيض وقطع خطوط الإمداد، وإلا فإن الطريق إلى العاصمة ووسط السودان قد يعود مفتوحاً في حال سقوط الأبيض – سيناريوهات التصعيد العسكري.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى