كارثة خفية في مطار الخرطوم خلال الساعات الأولى للحرب
تدمير طائرة ركاب على المدرج ومصرع المئات وسط عجز عن الإنقاذ وتأمين عشرات الطائرات الأخرى

ساعات الفوضى تكشف سراً مدفوناً في مطار الخرطوم
كشفت مصادر مطلعة بمطار الخرطوم الدولي عن تفاصيل واحدة من أكثر الحوادث غموضاً التي وقعت في الساعات الأولى لاندلاع الحرب في السودان، حيث انتهت الواقعة بكارثة إنسانية جسيمة بعد تدمير طائرة سعودية كانت على وشك الإقلاع وعلى متنها مئات الركاب، صباح الخامس عشر من أبريل 2023.
وبحسب معلومات حصلت عليها «الراي السوداني»، فإن الطائرة كانت قد دخلت فعلياً مدرج الإقلاع قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في محيط المطار، ما أدى إلى احتراقها بالكامل وتعذر تنفيذ الرحلة، في ظل عجز تام عن القيام بعمليات إنقاذ خلال تلك اللحظات الحرجة.
وقال مسؤول رفيع بإدارة المطار، أيمن عفيفي، في تصريحات صحفية، إن عدد الركاب كان يقارب 350 شخصاً، لافتاً إلى أن الغالبية لقوا مصرعهم، فيما نجا عدد محدود في ظروف بالغة التعقيد. وأضاف أن السلطات اضطرت للتعامل مع الضحايا وفق الإجراءات العدلية المعمول بها في حالات الطوارئ القصوى.
وفي السياق ذاته، أظهرت إفادات رسمية أن إدارة المطار، ورغم الانفلات الأمني، تمكنت من تأمين 27 طائرة أخرى ومنع تدميرها، وهي خطوة وُصفت بالحاسمة في الحفاظ على جزء مهم من أسطول الطيران المدني والحد من الخسائر الاقتصادية في قطاع يُعد من أكثر القطاعات تضرراً جراء الحرب.
وتسلط هذه المعلومات الضوء على حادثة ظلت بعيدة عن التداول الإعلامي الواسع، إلا أنها تُصنّف، بحسب مختصين في شؤون الطيران، ضمن أخطر الكوارث المرتبطة بالنزاع المسلح وتأثيره المباشر على سلامة الطيران المدني والبنية التحتية الحيوية في السودان.
وتعيد هذه التطورات فتح ملف أمن المطارات في مناطق النزاع، وسط مطالب متزايدة بإجراء تحقيقات دولية وضمان حماية الطيران المدني وفق القوانين والاتفاقيات الدولية.



