“سقط دون إنذار”.. قائد بارز يُصفّى في هجوم غامض بدارفور
في تطور عسكري بارز ومفاجئ، لقي القائد الميداني البارز في مليشيا الدعم السريع، الفاتح جبريل، مصرعه فجر اليوم، في ضربة نوعية استهدفت مطار نيالا الدولي بولاية جنوب دارفور، وسط تصعيد متسارع تشهده جبهات القتال في الإقليم. العملية، التي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها حتى لحظة إعداد هذا التقرير، وصفت بأنها “الأعنف والأكثر دقة” منذ بداية المعارك في دارفور، وأسفرت عن خسائر بشرية وتقنية فادحة في صفوف المليشيا.
_ تفاصيل الضربة: استهداف قلب العمليات :-
بحسب مصادر ميدانية موثوقة، فقد وقع القصف في تمام الساعة الثانية صباحاً، مستهدفًا غرفة العمليات والتحكم داخل المطار، وهي النقطة التي كان يدير منها “الفاتح جبريل” العمليات العسكرية في محور نيالا والمناطق المجاورة. وتشير المعلومات إلى أن الهجوم جاء مترافقًا مع تشويش إلكتروني على أجهزة الاتصالات والرادارات، ما أعاق قدرة الدفاعات الجوية على رصد الهجوم أو التصدي له.
وأسفر القصف، إلى جانب مقتل القائد جبريل، عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المليشيا، وتدمير آليات عسكرية متطورة ومعدات اتصال كانت تُستخدم في التنسيق بين الوحدات القتالية المنتشرة في الإقليم.
_ من هو الفاتح جبريل؟
يُعد الفاتح جبريل من الأسماء البارزة في هيكل القيادة الميدانية لمليشيا الدعم السريع، وقد شارك في عدة حملات عسكرية داخل دارفور وخارجها. ووجهت إليه منظمات حقوقية محلية ودولية اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، لا سيما في مناطق النزاع التي شهدت عمليات تهجير وقتل ممنهجة. وكان يُنظر إليه كأحد المقربين من الدائرة الضيقة لصناعة القرار داخل قيادة المليشيا.
_ منفذ الضربة.. لغز غامض :-
حتى اللحظة، لم تتبنَ أي جهة رسمياً الهجوم، ما أطلق موجة من التكهنات حول الجهة المنفذة وطبيعة الأسلحة المستخدمة. اللافت في العملية أنها تمت بأسلوب “صامت ومباغت”، ما يشير – وفق خبراء عسكريين – إلى احتمال تدخل طرف “غير تقليدي” يمتلك تكنولوجيا هجومية متقدمة وقدرات استخباراتية دقيقة.
وتضاربت الروايات حول كيفية تحديد موقع الفاتح جبريل بدقة، وسط تساؤلات عما إذا كان هناك اختراق استخباراتي في صفوف المليشيا أو تعاون داخلي أدى إلى كشف موقعه داخل غرفة العمليات.
_ ارتباك واسع داخل صفوف الدعم السريع :-
عقب الضربة، شهدت مدينة نيالا حالة من التوتر والهلع، مع استنفار كبير في صفوف مليشيا الدعم السريع، التي سارعت إلى فرض طوق أمني حول المطار ومحيطه، ومنعت الاقتراب من المنطقة. وأكد شهود عيان وجود تحركات غير مسبوقة لآليات المليشيا في المدينة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المليشيا تتكتم على حجم الخسائر، خاصة بعد مقتل عدد من “الخبراء العسكريين الأجانب” الذين كانوا يعملون في غرفة العمليات ذاتها، وقد وصلوا إلى المنطقة مؤخراً لتقديم دعم تقني للمليشيا في معاركها المتصاعدة.
_ مطار نيالا خارج الخدمة جزئياً :-
الضربة العسكرية أدت إلى خروج مطار نيالا الدولي عن الخدمة جزئيًا، بعد تدمير البنية التحتية الخاصة بغرف القيادة والتوجيه، ومخازن الوقود. كما تأثرت حركة الطيران العسكري التي كانت تعتمد عليها مليشيا الدعم السريع في نقل الإمدادات العسكرية واللوجستية.
_ هل تغيّر هذه العملية ميزان القوى في دارفور؟
يرى محللون أن تصفية الفاتح جبريل قد تمثل نقطة تحول مهمة في المعادلة العسكرية بجنوب دارفور، خاصة إذا تبعتها عمليات مماثلة تستهدف قادة بارزين أو مواقع حساسة. ويعتقد البعض أن استخدام وسائل هجومية غير معتادة يشير إلى تطور نوعي في أساليب استهداف المليشيا، وربما إدخال لاعبين جدد إلى ساحة الصراع.
_ وفي ظل الغموض الذي يكتنف الجهة المنفذة، تبقى الأسئلة معلّقة :-
من الذي نفذ الضربة؟ كيف تم اختراق التحصينات والوصول إلى غرفة العمليات؟ وهل نشهد بداية مرحلة جديدة من العمليات الدقيقة في دارفور؟
_ الكلمات المفتاحية :-
الفتاح جبريل، الدعم السريع، مطار نيالا، دارفور، جنوب دارفور، القصف الجوي، تصفية قادة، الحرب في السودان، هجوم دقيق، مليشيات، غرفة العمليات، الخبراء الأجانب، تصعيد عسكري، الضربات الجوية.