إغلاق سفارات في بورتسودان ما هي وماذا سيحدث بعد؟

طائرة حربية مقاتلة
طائرة حربية مقاتلة

غلاق سفارات في بورتسودان، ما هي وماذا بعد؟

سفارتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تغلق أبوابها في بورتسودان. السودان بين مطرقة الحرب وسندان الخيارات الصفرية: من يُحرك خيوط الأزمة؟

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بوصف ما يحدث في السودان بأنه “اقتتال بين جنرالين”، يغيب عن المشهد التحليل الحقيقي للأسباب العميقة للصراع. تلك السردية المبسطة لا تُفسّر تعقيد المشهد ولا توضح كيف تحولت البلاد إلى ساحة تصفية حسابات إقليمية ودولية، تدار من عواصم أبعد ما تكون عن الخرطوم.

المؤلم أن بعض المنابر الإعلامية السودانية، بدلاً من تقديم وعي تاريخي وتحليل سياسي رصين، انزلقت نحو التحريض والتجييش، متبنية خطاباً حربياً متطرفاً خدم بشكل مباشر استمرار النزاع. أسهمت هذه التغطية في شيطنة كل من نادى بوقف الحرب أو قدم مبادرات للسلام، بل وصمته بالخيانة والعمالة.

قصر النظر في قراءة التاريخ

النتيجة المباشرة لهذا النهج كانت تبني خيارات صفرية لا ترى سوى النصر أو الفناء، في مشهد يعيد للأذهان كوارث مشابهة مرت بها دول أخرى دفعت ثمناً باهظاً لغياب التوازن والعقلانية. تفاقم الوضع أكثر مع رفض الجيش، حتى اللحظة، الانخراط في أي اتفاق يضع السودان على مسار مختلف، رغم ما يواجهه من إخفاقات ميدانية واستراتيجية.

القواعد الأجنبية والارتهان للقرار الخارجي

من أبرز مؤشرات التحول في مسار الأزمة، التسريبات المتعلقة بمفاوضات حول إنشاء قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر. خطوة كهذه تُعد قفزة في المجهول، وترهن السيادة السودانية لصالح قوى خارجية، في وقت تعجز فيه الدولة عن تأمين منشآتها الحيوية. استهداف المستودعات الرئيسية للنفط، مطار بورتسودان الدولي، والميناء البحري، يعكس انهيار البنية التحتية للدولة وتلاشي خطوط الدفاع الأخيرة.

إلى أين نحن ذاهبون؟

الإجابة للأسف واضحة في الأفق: “القادم أسوأ”. فمع كل يوم تستمر فيه الحرب، تتآكل المؤسسات، وتزداد معاناة الشعب، وتتعزز السيطرة الخارجية على القرار السوداني. إن عدم وجود رؤية وطنية جامعة، وعدم الاعتراف بأن الحرب لن تُحسم عسكرياً، يعني أن النزيف سيستمر وأن السودان، كوطن، بات في خطر وجودي.

السودان لا يحتاج إلى مزيد من العنتريات، بل إلى شجاعة سياسية حقيقية، تعترف بالأخطاء، وتعيد بناء مشروع وطني جامع لا يستثني أحداً. آن الأوان لإعادة تقييم الأولويات، والنظر بعمق إلى من يُحرك خيوط هذه الحرب، ولمصلحة من تُدمر البلاد.

الكلمات المفتاحية: السودان، الحرب في السودان، الجيش السوداني، الدعم السريع، القاعدة الروسية في البحر الأحمر، السلام في السودان، الأزمة السودانية، الإعلام السوداني، التدخلات الإقليمية، انهيار الدولة.

الهاشتاقات:

#السودان #الحرب_في_السودان #السلام_في_السودان #الجيش_السوداني #الدعم_السريع #القاعدة_الروسية #الإعلام_السوداني #السيادة_الوطنية #الأزمة_السودانية #أنقذوا_السودان

زر الذهاب إلى الأعلى