السودان: ماذا بعد العدوان؟

الجيش السوداني

في مشهد يعكس الأوضاع المتوترة في السودان الان، وثّقت عدسات المواطنين اصطفاف مئات السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود في مدينة بورتسودان، عقب الهجوم الذي استهدف مستودعات النفط بالمدينة. هذا المشهد لم يكن عاديًا، بل كشف عن عمق الأزمة التي تمر بها البلاد نتيجة التصعيد العسكري المستمر.

بورتسودان تحت النار

أعلن الجيش السوداني أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت لهجوم بطائرات مسيرة استهدفت قاعدة فلامنقو البحرية، وهي أكبر قاعدة بحرية في البلاد. وصرح المتحدث باسم الجيش أن المضادات الأرضية نجحت في إسقاط معظم تلك الطائرات، بينما سُمع دوي انفجارات في مناطق متفرقة من المدينة.

وتوالت ردود الأفعال السياسية، حيث اعتبر مبارك الفاضل أن الهجوم يمثل محاولة للضغط على البرهان للعودة إلى طاولة التفاوض، بينما وصف ياسر عرمان استهداف مدن مثل نيالا وبورتسودان بأنه “خطأ فادح”.

انتشار أمني واسع

في استجابة سريعة، أعلنت شرطة البحر الأحمر تعزيز وجودها الأمني عبر نشر عناصر من “شرطة محلية بورتسودان، الطوارئ، المباحث المركزية، الخلية الأمنية، وشرطة تأمين النفط”. وتم القبض على عدد من المشتبه بهم في تنفيذ الهجمات بالطائرات المسيرة، وتم تدوين بلاغات ضدهم وتحويلهم إلى الجهات المختصة.

كما طالت تبعات الهجوم مطار المدينة، مما دفع الأمم المتحدة إلى تعليق رحلات المساعدات الإنسانية من وإلى بورتسودان، الأمر الذي زاد من معاناة المدنيين المتضررين من الحرب، والذين كانوا يعتمدون على تلك الرحلات كـ شريان حياة.

إجراءات إضافية لحماية المرافق

وفي ظل هذه التطورات، أشار مراقبون إلى أهمية حماية المنشآت الحيوية مثل الموانئ والمطارات، خاصة وأن المدينة تعد أحد آخر المنافذ الرئيسية المفتوحة في شرق البلاد. كما أصبحت بورتسودان وجهة لآلاف النازحين الذين فروا من مناطق النزاع بحثًا عن الأمان والخدمات الأساسية.

من جهة أخرى، أبدى عدد من المقيمين في بورتسودان قلقهم من تفاقم الأوضاع، مطالبين السفارة السودانية بالرياض بمزيد من الدعم، خاصة في ما يتعلق بتنسيق عمليات الإجلاء أو تقديم الخدمات القنصلية للمتضررين في الداخل والخارج.

وفي ظل توقف الحركة الجوية من المطار، اضطر كثير من السودانيين للبحث عن وسائل نقل بديلة، مما أعاد النقاش حول ضرورة تحسين البنية التحتية في مناطق مثل مطار بورتسودان وتوفير ممرات آمنة للمدنيين.

الأزمة مستمرة.. والحل غائب

مع تصاعد القصف واستمرار المعارك، تزداد معاناة المواطنين في السودان اليوم. ولا تزال المدينة تعاني من نقص حاد في الوقود والمواد الغذائية، في وقت تغيب فيه الحلول السياسية الفعلية وتستمر معاناة المدنيين في التفاقم يوماً بعد يوم.

يبقى أمل الكثيرين معقوداً على حلول سياسية تعيد الاستقرار لبورتسودان وبقية المدن السودانية، وتضمن عودة الحياة إلى طبيعتها، وتفتح المجال أمام المبادرات الإنسانية والتنموية.


السودان الان،
السودان اليوم،
القوات المسلحة السودانية،
السفارة السودانية بالرياض،
مطار بورتسودان،
رحلات السودان،
السودان مباشر

زر الذهاب إلى الأعلى