بعد قرار منع التصدير.. الذهب السوداني يعود إلى حضن الإمارات.. من السبب

في وقت تُثار فيه الأسئلة عن جدية الحكومة السودانية في تنفيذ قرارها بقطع العلاقات مع دولة الإمارات، تتكشف تفاصيل مثيرة حول استمرار تصدير ذهب السودان الان إلى أبوظبي، رغم التوترات المعلنة. بحسب مصادر مطلعة، فإن جهة عليا داخل الدولة تدخلت بصورة مباشرة وأوقفت أي إجراء كان من شأنه منع استمرار هذا التصدير.
توجيهات توقف الترتيبات فجأة
كانت نافذة الدولة الرسمية المختصة بتصدير الذهب قد أكملت كافة الترتيبات اللوجستية والفنية لنقل الذهب إلى دولة بديلة، لكن فجأة صدرت توجيهات عليا تقضي بوقف أي خطوة لمنع التصدير إلى الإمارات. القرار لم يصدر عن وزارة المعادن، ولا عن وزارة التجارة، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول مَن يتحكم فعليًا في ملف الصادرات الاستراتيجية.
تصريحات وزير المعادن التي أشار فيها إلى عدم إصدار أي قرار بمنع التصدير تتسق مع ما كشفته المصادر. الجهة الوحيدة التي كان يفترض بها إصدار قرار المنع هي وزارة التجارة، والتي بدورها لم تقم بأي إجراء، ما يعزز فرضية التدخل من جهات فوقية لا تخضع للمساءلة المؤسسية.
مطار بورتسودان والرحلات المؤجلة
المثير للدهشة أن ما يمنع تصدير الذهب إلى أبوظبي ليس موقفًا سياسيًا ولا قرارًا اقتصاديًا، بل هو ببساطة تعطيل الرحلات الجوية من مطار بورتسودان نتيجة التهديدات الأمنية المرتبطة بالطائرات المسيّرة. وتُتهم المسيّرات الإماراتية، التي تنشط في سماء السودان، بأنها سبب مباشر في تعليق هذه الرحلات.
لكن حتى هذا العائق الأمني لا يبدو مستمرًا؛ إذ تؤكد المصادر أن الشحنات الذهبية جاهزة، وسيتم نقلها فور استئناف أول رحلة جوية من المطار إلى الإمارات. هذا يعني أن صادرات الذهب لم تتوقف فعليًا، بل تنتظر فقط الانفراج الأمني للانطلاق مجددًا.
ذهب السودان في مهب السياسة
من المعروف أن نحو 95% من الذهب السوداني يتم تصديره إلى الإمارات، تحت سمع وبصر الحكومة الحالية، التي لم تغير سياساتها التصديرية حتى بعد إعلان قطع العلاقات. ويشير مراقبون إلى أن القوات المسلحة السودانية لا تزال في موقع المراقب، دون خطوات حاسمة في هذا الملف الحساس، رغم تأثيراته على الأمن الاقتصادي.
في سياق متصل، يستمر المواطنون في البحث عن فرص نجاة اقتصادية في ظل الأزمة، وهو ما ينعكس في تزايد الاهتمام بـفرص عمل في بورتسودان، وارتفاع عدد المسجلين في منصة توظيف التي تقدم خدمات التوظيف للسودانيين في الداخل والخارج.
وسط كل هذا، يطرح السودانيون سؤالًا بسيطًا لكنه ثقيل المعنى: كيف لحكومة تقطع علاقاتها مع دولة، ثم تسمح بتصدير أكثر مواردها حساسية واستراتيجية إليها؟ وهل السياسة الخارجية تُدار من المؤسسات الرسمية أم من خلف الكواليس؟ الإجابة لا تزال مُعلّقة.
الوسوم:
السودان الان،
مطار بورتسودان،
القوات المسلحة السودانية،
فرص عمل في بورتسودان،
منصة توظيف،
السودان اليوم،
وظائف للسودانيين بالخارج