تحالف الميدان: لقاء العدل والمساواة ودرع السودان يعيد رسم خارطة المواجهة

في لحظة تعكس ملامح مرحلة مفصلية تمر بها السودان الان، التقى وفد من المجلس العسكري لحركة العدل والمساواة السودانية بقائد قوات درع السودان، اللواء أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، في زيارة رسمية تهدف إلى توحيد الجهود والتنسيق العسكري المشترك في مواجهة قوات الدعم السريع.
قيادات ميدانية في مقدمة المشهد
الوفد الزائر ترأسه اللواء محمد يحيى بشارة، قائد الحركة، وضم قيادات بارزة من مختلف أقاليم البلاد. كان من بينهم الصادق يوسف، أمين الإقليم الأوسط، وإبراهيم محمد أحمد مطر، أمين ولاية غرب كردفان، بالإضافة إلى عمر بخيت، المسؤول عن التخطيط الاستراتيجي، وقائد قطاع الشرق يوسف سليمان.
هذه الزيارة جاءت في ظل تطورات عسكرية متسارعة تشهدها ولايات عدة، لا سيما السودان الخرطوم، وجنوبها، حيث تدور معارك ضارية ضمن ما تُعرف بـ”معركة الكرامة”.
درع السودان وتأكيد القومية
اللواء بشارة عبّر خلال اللقاء عن استعداد حركة العدل والمساواة للمشاركة الكاملة في العمليات الجارية، وأشاد بما وصفه بـ”الانتصارات الكبيرة” التي حققتها قوات درع السودان في مناطق متفرقة، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف تحت مظلة القوات المسلحة السودانية.
في المقابل، ثمّن اللواء كيكل زيارة الوفد، وأكد أن قوات درع السودان ستظل منفتحة على أي تنسيق يخدم هدف استعادة الوطن. وأشار إلى أن القوة تتبنى خطًا قوميًّا بعيدًا عن أي ولاء سياسي أو جهوي، مؤكّدًا أن التنوع السوداني يجب أن يكون مصدر قوة لا خلاف.
الشرق والغرب.. جبهة واحدة
من اللافت في هذا اللقاء، حضور ممثلين عن الولايات الشرقية والغربية، في خطوة تعكس حرص الحركات المسلحة على شمول العمل الوطني. القائد يوسف سليمان القادم من الشرق، وإبراهيم مطر القادم من الغرب، جسّدا في حضورهما مبدأ التكامل الوطني، خاصة في ظل التحديات الكبرى التي تواجه ود مدني، ومناطق الإنتاج الحيوي.
وبينما تعيش البلاد ظروفًا معقدة سياسيًّا وأمنيًّا، فإن مثل هذه اللقاءات تحمل إشارات إيجابية نحو توافق عسكري وسياسي قد يمهد الطريق لحلول أكثر شمولاً.
الرهان على التنسيق الميداني
زيارة الوفد لم تكن مجرد خطوة رمزية، بل جاءت ضمن ترتيبات أوسع لتنسيق الجهود على الأرض. ومع الانخراط المتزايد للقوات المحلية والمجتمعية في المشهد الأمني، فإن التنسيق بين الحركات المسلحة وقوات مثل درع السودان قد يشكل عاملاً حاسمًا في معادلة المواجهة القادمة.
كما أن ارتباط هذه اللقاءات بمناطق حيوية تمر بها رحلات السودان وممرات النقل قد يمنحها بعدًا لوجستيًّا واستراتيجيًّا في إدارة النزاع.
ويُشار إلى أن بعض قادة الحركات المسلحة المشاركين في هذه اللقاءات منخرطون في مبادرات مدنية أيضًا، تسعى لتوفير فرص عمل في بورتسودان، وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
في ظل هذه التحركات، لا تبدو الخريطة السودانية جامدة، بل تشهد ديناميكية كبيرة تستدعي المتابعة والتقييم المستمر. فهل تكون هذه اللقاءات مقدمة لتحالفات جديدة تُنهي الانقسام؟
الوسوم:
السودان الان ،
القوات المسلحة السودانية ،
السودان الخرطوم ،
ود مدني ،
رحلات السودان ،
فرص عمل في بورتسودان ،
وظائف بورتسودان