المتحركات العسكرية بدأت الزحف نحو إقليم دارفور

تعيش السودان الآن حالة من الترقب بعد أن بدأت المتحركات العسكرية في الزحف نحو إقليم دارفور، بحسب ما أكدته تنسيقية لجان مقاومة الفاشر. فقد أعلنت في تدوينة على فيسبوك أن المعركة باتت قريبة، ووصفتها بأنها ليست معركة موارد أو نفوذ، بل “معركة وجود وكرامة”.

تصعيد واسع في عدة جبهات

منذ يوم السبت، شنّت القوات المسلحة السودانية هجمات على محاور القتال في دارفور وكردفان والنيل الأبيض وجنوب وغرب أم درمان. وأسفرت العمليات عن السيطرة على عشر قرى في محيط مدينة الأبيض، مثل “أم صميمة” و”العيارة”، إضافة إلى تحرير مدينة الخوي بغرب كردفان، والاقتراب من مدينة النهود.

طيران حربي يعطل مطار نيالا

في دارفور، تم تعطيل مطار نيالا بالكامل بواسطة الطيران الحربي، الذي شن غارات على مواقع للمليشيا في مدينتي نيالا والجنينة، ما أدى إلى تدمير مخازن ذخيرة ومعدات حربية، ومقتل عدد كبير من العناصر، من بينهم جندي توفي نتيجة الهلع من القصف الجوي.

استهداف مرتزقة وتشويش على المسيرات

كما نفذ الجيش غارة دقيقة على تجمع مرتزقة كولمبيين يشغّلون طائرات مسيرة في منطقة “جقو جقو” شرق الفاشر، في خطوة تمهد لتقدم بري واسع خلال الأيام المقبلة. واعتبر مراقبون أن هذه الطلعات الكثيفة مؤشر على نية حاسمة لاكتساح الأرض.

هجوم منظم في النيل الأبيض وغرب أم درمان

في شمال النيل الأبيض، دمر الجيش رتلًا عسكريًا تابعًا للمليشيا في منطقة العلقة، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من المقاتلين، بينهم قيادي بارز. وفي عملية خاطفة غرب أم درمان، تمكن الجيش من تدمير 12 عربة للمليشيا، من بينها عربة تشويش وراجمة كاتيوشا، وأسر 21 عنصرًا.

كذلك حاصر الجيش عناصر المليشيا في صالحة جنوبي أم درمان، وهي منطقة خالية من السكان، ما أدى إلى وفاة عدد من المرتزقة جراء شرب مياه ملوثة.

استراتيجية الجيش: إشعال كل الجبهات

يرى المراقبون أن التحركات المتزامنة للجيش على عدة جبهات تهدف إلى إنهاك المليشيا ودفعها نحو الانهيار، كما حدث سابقًا في الخرطوم وسنار والجزيرة. وتؤكد هذه الخطوات عزم القيادة العسكرية على إنهاء الحرب في توقيت محسوب وبطريقة حاسمة.

يتابع الشعب السوداني هذه التطورات بكثير من القلق والأمل، بين رغبة في الخلاص من الحرب، وخشية من اتساع رقعتها ومضاعفاتها على المدنيين، خاصة في مناطق النزاع مثل دارفور.