أخر الأخبار

معركة الصالحة في أم درمان: تفاصيل تحرير الريف الجنوبي وكشف مخازن مليشيا التمرد

الجيش السوداني
الجيش السوداني
صالحة.. حيث انهارت أسطورة الجنجويد

إن كانت معركة الخوي في شمال كردفان قد سُجّلت كأكثر المعارك دموية من حيث حجم خسائر مليشيا التمرد من جنود وآليات، فإن ما جرى في الصالحة يُعد تحولاً مفصلياً في مسار الحرب داخل الخرطوم.

ففي هذه المعركة، لم يكن الانتصار مجرد تقدم عسكري، بل كشفاً مذهلاً عن عمق تجهيزات المليشيا وتسليحها الذي كانت تخبئه في الريف الجنوبي من أم درمان. مخازن ضخمة من الذخائر والعتاد ظهرت كأدلة حية على أن عصابات التمرد كانت تتكئ على “عصا الحرب” وتظن أنها مانعتها من زحف القوات المسلحة.

نضوج عقلية القتال في صفوف الجيش

معارك الصالحة أظهرت جيلاً جديداً من المقاتلين داخل الجيش السوداني. جيلٌ تمرّس على صبر استراتيجي طويل، وانتظر لحظة الحسم بصبر وثقة. الحصار الذي فُرض على المليشيا كان دقيقاً، أغلق كل منافذ الهروب ومخارج النجاة، ولم يترك لهم سوى خيار المواجهة المباشرة أو الموت في الصناديق التي كانوا يخفون فيها الموت للمدنيين.

وتعيد هذه اللحظة إلى الأذهان طبيعة المعركة التي تخوضها القوات المسلحة، لا باعتبارها معركة حدود فقط، بل معركة كرامة وسيادة ووطن.

الفرح الشعبي.. كلمة السر

لم يكن مشهد دخول الجيش إلى الصالحة مجرد لحظة عسكرية، بل حدثاً اجتماعياً وإنسانياً بامتياز. خرج الناس من بيوتهم بالدموع والزغاريد، يحملون جنودهم كأبطال عادوا من ملاحم النصر. كانت تلك اللحظة صادمة لعناصر المليشيا وكلاب صيدهم، الذين ظنّوا أن أهالي صالحة هم مناصروهم، ليتفاجأوا بأنهم أول من لفظوهم وتبرؤوا من جرائمهم.

ووسط هذا الفرح، تناثرت أسرار كثيرة. منظمات كانت تنشط في المنطقة تحت غطاء العمل الإنساني، تبين أنها أدوات لوجستية للمتمردين. وهذا يطرح تساؤلات حول بعض الجهات العاملة في السودان تحت لافتات إنسانية.

رائحة الموت.. شواهد لا تموت

ستبقى الجثث المتحللة في الحاويات والصناديق الكبيرة صورة مؤلمة في ذاكرة هذه الحرب. لكنها أيضاً دليل صارخ على وحشية عصابات التمرد العابرة للقارات، التي امتهنت القتل، وأدمنت التخزين في الموتى كما تخزن السلاح والذخائر.

وهنا يتقاطع الألم مع الأسئلة: من يمول؟ من يسلح؟ ومن يغض الطرف عن هذه الانتهاكات؟ لا بد أن يكون هناك صوت شعبي ورقابي يتتبع أثر هذه الجرائم

ليس انتصاراً فقط.. بل بداية

ما بعد الصالحة ليس كما قبلها. إنها بداية النهاية لأسطورة المليشيا التي صنعتها قوى الظل وموّلتها أيادي أجنبية. الصالحة كسرت هذا الغرور، وأعادت للجيش السوداني هيبته داخل الخرطوم، وللمواطنين ثقتهم بأن النصر ممكن، إذا ما توحدت الإرادة خلف علم واحد وسلاح واحد.

الوسوم:

وظائف المنظمات في السودان 2025،
فرص عمل في منظمة UN السودان،
اخبار السودان اليوم،
اخبار السودان اليوم عاجل،
الحدث اليوم في السودان مباشر الان عاجل،
مشاكل السودان اليوم مباشر،
اخبار السودان اليوم الجمعة

جرب حظك اليوم
جرب حظك اليوم
زر الذهاب إلى الأعلى