الأحداث تتسارع: رد صادم من الامارات والسفير يتمرد

في تطور خطير وغير مسبوق، أصدرت دولة الإمارات بياناً صادماً رفضت فيه الاعتراف بقرار السلطات السودانية في بورتسودان بقطع العلاقات الدبلوماسية، معتبرة أن هذه السلطة “لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان”، وهو تصريح أثار استغراب المراقبين السودانيين وعدّه كثيرون تدخلاً مرفوضاً في الشأن الداخلي السوداني.
رد إماراتي يثير التساؤلات
البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإماراتية تجاهل بشكل لافت الواقع الجديد على الأرض، حيث تمارس الحكومة السودانية سلطتها من بورتسودان بعد انقسام البلاد بفعل الحرب. وأثار الموقف الإماراتي استغراباً واسعاً، خصوصًا أنه يتناقض مع مبادئ السيادة الوطنية، ويدعم طرفًا محددًا لا يحظى بالشرعية على الأرض ولا السيطرة الإدارية.
وأشارت الخارجية الإماراتية إلى أن العلاقات بين البلدين ستستمر كأن شيئاً لم يحدث، في تجاهل صريح لما وصفه متابعون بـ”التغيير الكامل في الوضع السياسي بالسودان”، الأمر الذي يعكس تعاملاً غير واقعي وغير متزن مع الوضع الراهن في السودان الان.
تمرد دبلوماسي على الدولة
في سابقة دبلوماسية مقلقة، خرج عبد الرحمن شرفي، السفير السوداني في أبوظبي، ببيان وصفته جهات رسمية بأنه يمثل تمرداً صريحاً على الدولة وشرعيتها، بعد رفضه العلني لقرار وزارة الخارجية السودانية القاضي بإنهاء عمله واستدعائه الفوري. السفير أصر في بيانه على استمراره في أداء مهامه، رغم أن الحكومة التي عينته لم تعد قائمة بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد عقب اندلاع الحرب.
وصف مراقبون البيان بأنه يشكل خروجاً عن الأعراف الدبلوماسية، حيث لا يحق لأي سفير إعلان تمرده على قرارات الحكومة المركزية، ما يستوجب إجراءات حاسمة من السلطات لضمان احترام مؤسسات الدولة وتجنب فوضى دبلوماسية قد تضر بسمعة السودان الدولية، خاصة في ظل المتغيرات المعقدة التي تمر بها السودان اليوم.
ازدواجية المواقف تضر بالشعب السوداني
تصريحات الإمارات، التي تجاهلت الشرعية القائمة في السودان الخرطوم سابقاً، وبيان السفير الذي يدّعي الاستمرار في عمله، يتعارضان مع المصلحة العليا للسودان وشعبه. مثل هذه المواقف تهدد صورة السودان في الخارج وتربك العلاقات الدولية، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى دعم حقيقي واعتراف رسمي بالسلطات القائمة، لا إلى رسائل ضبابية تعزز الانقسام.
السودان أولاً.. لا ازدواجية ولا تسييس
إن الحفاظ على مؤسسات الدولة الشرعية هو واجب وطني، ويجب أن يكون فوق كل اعتبار. لا يمكن القبول بوجود سفارات تعمل خارج توجيه الدولة المركزية، خصوصًا في دول يتواجد بها جالية سودانية كبيرة تعتمد على القنوات الرسمية لتسيير شؤونها، كالإمارات التي تمثل محطة مهمة للباحثين عن وظائف للسودانيين في السعودية اليوم ودول الخليج.
كما أن الجهات الرسمية في ود مدني، ومناطق شرق السودان تدعو إلى احترام قرارات الدولة وإنهاء حالة الازدواجية السياسية والدبلوماسية التي تهدد الاستقرار الوطني. على الجالية السودانية في الخارج أن تكون جزءاً من الحل، لا جزءاً من استدامة الانقسام.
الدعوة لاحترام سيادة السودان
بات واضحاً أن السودان، وهو يمر بواحدة من أعقد مراحله التاريخية، بحاجة إلى شركاء إقليميين يحترمون قراراته السيادية، لا إلى بيانات خارجية تزيد التوتر. على الدول الشقيقة أن تدعم الشعب السوداني في مساعيه لاستعادة دولته، لا أن تفرض عليه من يمثله. فالاحترام المتبادل أساس أي علاقة، والسيادة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
الحكومة السودانية مدعوة لاتخاذ خطوات واضحة تجاه السفراء الخارجين عن الإطار الدستوري، وإعادة ضبط البعثات الدبلوماسية بما يعكس هيبة الدولة ويخدم مصالح الوطن العليا.
الوسوم
السودان الان،
السودان اليوم،
السودان الخرطوم،
ود مدني،
مطار بورتسودان،
وظائف للسودانيين في السعودية اليوم،
السودان مباشر