إعلان غير متوقع من حميدتي! إلى أين يتجه الوضع في السودان؟

دخلت الأزمة السودانية منعطفاً جديداً من “كسر العظم” الدبلوماسي والميداني، حيث تباينت المواقف بشكل حاد حول مسارات التهدئة والوسطاء المقبولين، ففي الوقت الذي ألقى فيه قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بكرة اللهب في ملعب المجتمع الدولي عبر إعلانه الموافقة على هدنة إنسانية فورية تشمل وقفاً للأعمال العدائية لمدة ثلاثة أشهر، داعياً “الرباعية الدولية” لممارسة ضغوطها على الطرف الآخر، جاء الرد من قيادة الجيش السوداني حاسماً وناسفاً لأي دور إماراتي في هذه التسوية، مما يعكس عمق الفجوة وانعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة والوسطاء الإقليميين.

وقد رسم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خطاً فاصلاً في المشهد السياسي، معلناً تمسكه القاطع بالمبادرة السعودية كطوق نجاة وحيد لتجنيب البلاد التمزق، حيث أشاد بجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معتبراً أن المملكة نجحت في توضيح “الصورة الحقيقية” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصحيح السرديات المغلوطة، وفي المقابل، شن البرهان هجوماً لاذعاً على دولة الإمارات، رافضاً وجودها ضمن “الرباعية” أو قبولها كوسيط، واصفاً إياها بالطرف غير المحايد والداعم للمتمردين، ومفنداً في الوقت ذاته السردية التي يروج لها المستشار الأمريكي مسعد بولص حول سيطرة “الإخوان” على الجيش، معتبراً إياها محض دعاية إماراتية تهدف لشرعنة التدخلات الخارجية، ومؤكداً عزمه على الحسم العسكري لاستعادة كردفان ودارفور وطرد ما وصفهم بالمتمردين.

وفي خضم هذا الاشتباك السياسي، تبرز اتهامات متبادلة تزيد الموقف تعقيداً، فبينما تتهم الإمارات البرهان بعرقلة مقترحات الهدنة والسلام، يدافع الأخير عن موقفه بنفي تهمة منع المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى فتح المطارات بما فيها مطار الفاشر، وهو مشهد وصفه حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بأنه يتجاوز الصراع على السلطة ليكون “معركة ضد الإنسانية”، مؤكداً أن الهدنة -رغم أهميتها- لن تكون كافية ما لم تدمج في إطار شامل يحقق تطلعات الشعب في الحرية والعدالة، ليبقى السودان رهين تجاذبات محاور إقليمية وشروط مسبقة تضع احتمالات السلام في مهب الريح. ماذا سيحدث بعد إعلان حميدتي هدنة لمدة 3 أشهر؟ الجواب في الأيام القادمة!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى