السؤال الأصعب: كيف أصبح في السودان قوة عسكرية موازية للجيش..!
من المسؤول؟ قراءة في جذور الدعم السريع والإمارات

لم تبدأ علاقة الدعم السريع بـ الإمارات خلال الثورة السودانية، بل بدأت عندما سهّل عمر البشير مشاركتهم كمرتزقة في عاصفة الحزم ضد اليمن، وهو ما فتح باب العلاقات الاستخباراتية والمالية بين الطرفين.
قبل أن يصل القحاتة إلى السلطة، كان البشير هو أول من فرّط في السيادة الوطنية، مما أدى إلى فتح الباب للتدخلات الخارجية بهدف دعم سلطته.
لا خلاف على عمالة القحاتة وإهدارهم للسيادة خلال الفترة الانتقالية، ولكن الحقيقة أن هذا النهج بدأ مع نظام الإنقاذ، ومحاولة تجاهل هذا التاريخ تعرض السودان لخطر تكرار نفس الأخطاء.
بورتسودان تحت النار: من المسؤول؟
مع تصاعد الهجمات على مدينة بورتسودان، يثور سؤال مهم: هل من نفذ الهجمات هي مسيرات الدعم السريع، أم أنها مسيرات إماراتية؟
من المهم التأكيد أولاً أن الإمارات داعمة واضحة لـالدعم السريع، وتتحمل مسؤولية كبيرة في تسليحهم. ولكن المسيرات التي استهدفت بورتسودان هي ذاتها التي استخدمتها المليشيا في الفاشر، سد مروي، ووادي سيدنا.
الدليل الميداني هو حطام المسيرات التي تم العثور عليها، وهي مطابقة لتلك المستخدمة سابقاً من قبل الدعم السريع، لا الإمارات بشكل مباشر.
أسباب التهويل الإعلامي حول بورتسودان
- رمزية بورتسودان كونها العاصمة الفعلية الحالية.
- تضخيم الجيش السوداني للحدث لتغطية إخفاقاته في النهود والفاشر.
- رفض المحكمة الجنائية الدولية لدعوى السودان ضد الإمارات.
- صراعات داخل الجيش السوداني بين التيار المتشدد والمهادن.
بعض التيارات داخل الجيش تسعى إلى استخدام الحدث للدخول في محاور إقليمية مثل روسيا وإيران وتركيا، في حين يستخدمه آخرون كورقة تفاوض مستقبلية مع الإمارات.
خاتمة: إلى أين تتجه الحرب في السودان؟
وصلت الحرب في السودان إلى ذروتها، وقد يكون هذا بداية التصعيد الأخير قبل الجلوس إلى طاولة التفاوض. الواقع يُملي أن الحسم العسكري بات بعيداً، والتسوية السياسية تلوح في الأفق.